خاطرة "اسمع مني".. خواطر اجتماعية

لا تسمع عني بل اسمع مني، أو المس هذا بنفسك بعد التعامل معي؛ لأن هواة الصيد في الماء العكر لا حصر لهم، سينقلون لك عني معلومات غير صحيحة؛ لأنهم يخشون أن يكون سؤالك عني والإلحاح فيه يجعلك تضعني في مكانة يرونني لا أستحقها من وجهة نظرهم.

فالحسد ظاهرة إنسانية منذ خلق البشرية بحقد إبليس على آدم؛ لأن الله تعالى جعل الملائكة تسجد له، ثم تلا ذلك قتل قابيل لهابيل، وتوالت الجرائم الموروثة بسبب الحقد، ذلك السم الزعاف الذي لا شفاء منه حتى يقضي الحاسد نحبه.

والحقد والحسد ظاهرة موجودة في كل المهن وفي كل الأوساط الفقيرة والغنية وبين الأشقاء، وهي من أخطر النواقص وأسباب التخلف في الأمم.

كيف عليك يا صاحبي أن تحكم بعقلك حينما تريد أن تأخذ معلومة عني؟ قبل أن تسأل عني الآخرين اجلس معي وناقشني بكل هدوء، وافتح قلبك لي حتى تحصل على ما تريد من معلومات.

بكل سلاسة ستجدني كتابًا مفتوحًا سهل الفهم دون غموض فيه، ولتدرك ما أقوله اجعل أسئلتك واضحة دون لف أو دوران في جو من الألفة خالٍ من التكلف، ستجد إجابتي كاشفة لك عما غمض لك وتريد أن تصل إليه دون عناء؛ لأن الأسئلة الغامضة تكون الإجابة عليها إجابات منقوصة.

من المفيد إذن أن تجلس معي في ساعة صفاء ونتناقش بكل هدوء حول كل المسائل التي تريد أن تعرفها، ولن تجد مشقة أو تعبًا في ذلك؛ لأنني بسيط للغاية، ولا أحب توتر الأجواء، وإذا اقتربت مني بالطبع ستجد مني اقترابًا بالمقدار نفسه دون تكلف.

وثِق تمامًا أن ما سأقوله لك هو الصدق، ولا تحاول أن تدخل أطرافًا أخرى، قد يوجد من يخون العشرة والصداقة، ويُقدِّم لك معلومات الهدف منها الأضرار بي، ربما بيننا منافسات داخل نطاق العمل أو خلافات، ويريد من وراء تقديم المعلومات عني توجيه ضربة قاتلة لي.

والمؤسف داخل دوائر العمل يموت الحب والحقائق؛ لأن كل شخص يرى نفسه هو الشخص المهم في المكان، ويجِب ألا يزاحم من جانب إنسان آخر، ويحاول بذلك تعكير صفو من حوله، ويفوز هو دون غيره بأنه صاحب الحظوة الذي يجب أن ينال الكعكة كلها.

يجب يا عزيزي أن تكون منصفًا، ولا يدفعك أي موتور بتحجيم غيره. كل ما أقوله هنا أن تحتاط من كل الذين يقدمون لك معلومات مغلوطة عن أي إنسان.

خذ المعلومات من صاحبها وفلترها، وسوف تعرف الحقيقة؛ لأن معاناتك في الوصول إلى الحق أفضل من ظلمك لشخص ظلمه الزملاء بسبب الحقد، ومن ثم ستصل إلى أفضل النتائج عند التعامل مع مختلف الشخصيات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة