عزيزي القارئ عزيزتي القارئة، نستكمل ما تناولناه في المقال السابق عن استغلال المجتمع للمرأة العزباء.
سنبدأ في تناول النواة الأساسية لموضوع المقال، وهي بداية رحلة الاستغلال والضغوطات الاجتماعية التي تتعرَّض لها المرأة العزباء بعد مرحلة الدراسة الثانوية والجامعية.
تجد الفتاة نفسها في مفترق طرق في تلك المرحلة من العمر، فتبدأ رحلة التفكير المعتادة التي تمت برمجة الفتيات عليها جيلاً عبر جيل، وهي سلسلة من الأنماط الفكرية المكونة من عدَّة مواضيع.
وسنبدأ الآن بطرح سناريو مغامرة الحوار الذاتي الذي حتمًا يتكرر مع معظم الفتيات في تلك المرحلة العمرية.
تبدأ الفتاة بالجلوس مع ذاتها في مكانٍ هادئ يخلو من الأصوات وتبدأ في طرح الأسئلة بداخلها.. "ماذا سأفعل بعد التخرج من الجامعة، ربما أكمل دراستي العليا في مجال التخصص.. حسنًا، إنه كذلك.
ولكن سرعان ما يأتي السؤال الشائع وتقول في داخلها، ولكن مهلاً هل هذا المجال هو ما أفضله بالفعل وقد اخترته بناء على شغفي وحبي له، أم مجرد دراسة وتحصيل حاصل!
ثم تبدأ في رحلة صغيرة وتبدأ بالتجول داخل ذاكرتها رويدًا رويدًا حتى تعود إلى هوايتها وشغفها منذ مرحلة الطفولة والمراهقة، وتبدأ بتذكر ما كانت تفضله وتتوق إليه بشغف في تلك المرحلة، وفي حين استرجعها لتلك الذكريات الممتعة، تُرسم ابتسامة بريئة على شفتيها لثوانٍ معدودة، وسرعان ما تبدأ معالم الدهشة على وجهها حين تلتقط لها ذاكرتها صورة لها وهي في ذلك العمر الذي كانت تمارس فيه أكثر هوايتها المفضلة..
تبدأ نبضات قلبها تخفق لهذا الشعور الذي يتملكها عندما تمسك بأطراف الخيط الذي يوصلها إلى شغفها الحقيقي في الحياة.
ولكن للأسف، لم تهنأ الفتاة بذلك الشعور سوى دقائق معدودة بعد أن تعود بكيانها مرة أخرى للواقع، حيث هنا والآن..
وتبدأ تشعر وكأنها مكبلة اليدين، محاصرة في حيزٍ محدد لها لا تستطيع الخروج منه.
ثم تكمل رحلتها الذاتية وتبدأ في التفكير فيما يخص الزواج وفتى الأحلام وإنجاب الأطفال وتحقيق الاستقرار العائلي والأسري مثل ما يحدث في الواقع حولها، ومن ثم تقف وهي في حيرة من أمرها تتساءل مرة أخرى: "هل أمضي في الطريق الذي يصلني إلى شغفي وطموحي وتحقيق أحلامي العملية والمهنية حتى أصل إلى الاستقلال المادي وأصنع لنفسي كيانًا وشانًا في المجتمع أم أسلك الطريق الذي يسلكه معظم الفتيات وأتزوج وأنجب الأطفال وأحقق الاستقرار العائلي وأسير على نفس خُطا ونهج أمي وجدتي؟
كم أن هذا الأمر صعبًا ومحيرًا! فلم تكن تعلم الفتيات أنها ستقف يومًا مع ذاتها في ذلك الموقف، وتجد نفسها محاطة بتلك الخيارات التي عليها أن تختار بين أحدها أو تمتلك الشجاعة الكافية لتجمع بينهما الاثنين وتخوض ذلك التحدي!
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة، نستكمل موضوعنا في الجزء الثالث من خاطره "استغلال المجتمع للمرأة العزباء.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.