في عقول أكثر الناس أن الحياة القديمة هي التي كان يعيشها أجدادنا سي السيد وأمينة، وهذا شبه صحيح، وإذا أخذنا المشهد نفسه "علاقة سي السيد وأمينة" سنجد ما يلي:
رجل داخل البيت يضرب ويسب ويتعامل مع خادمته (أمينة) بالشدة، فلا يسمح لها حتى بزيارة والدتها؛ لأن الأولى بها هو والبيت فقط، ويخرج خارج المنزل ليعيش حياته مع العاهرات ويحب هذه ويعشق تلك، ويعود إلى المنزل لينام، وعلى الجهة الأخرى أمينة امرأة جاهلة وُلدت لخدمة زوجها ولا تعلم أي شيء عن الحياة، ربَّت أولادها على الخوف والرعب من البعبع -سي السيد-، وترتعش إذا طلب منها أحد أولادها التحدث معه عن أمر مهم.
والنتيجة أولاد وبنات مشوهون نفسيًّا وأخلاقيًّا، فكان جيل سي السيد وأمينة جيل البعبع والخادمة، وأنتج هذا الجيل جيل "افعل أي شيء ولكن سرًّا"، وبدأت الحياة السرية التي تفعل كل شيء خاطئ ولكن دون علم أحد، وهنا بدأت حركة حرية المرأة وتعليمها وعملها، فاستغلت المرأة خروجها للعلم مع كلمة حرية (دون أن تفهمها وتعرف طريقة تطبيقها) ليصبح هذا الجيل جيل نهر الحب، فأصبحت الخيانة الزوجية من المرأة أيضًا حقًّا مشروعًا؛ لأنها بعدما تزوجت أحبت شابًّا ولهثت وراءه.
وتوالت التشوهات الفكرية عن الحب والزواج، فالحب أصبح علاقة بين جسدين والزواج سجن مع طرف ثالث يدنس الحب. وبالرجوع إلى القصص الحقيقية التي وقعت منذ عقود أو حتى بمشاهدة الأفلام، تجد دائمًا طرفًا ثالثًا، حتى وإن كان هذا الطرف شخصًا جيدًا ولكنه عائق كبير في طريق الحب.
وبدأت من هنا فكرة انتشار الطلاق؛ لأن الطرف الثالث يشعر وكأنه ليس له مكان في بيته، وكل هذا يحدث على مرأى ومسمع الأطفال. فتجد الطفل في هذه الأفلام يلبس القميص المهندم وشعره على جنب ويجلس في غرفته مؤدبًا ويقول: "حاضر يا ماما". ولكن متى كان هذا المنظر منظر الطفل الذي يسجل كل ما يشاهد ويسمع، فيكبر وينفذ.
وأنتج هذا الجيل جيلًا آخر وصولًا للجيل الحالي الذي نطلق عليه جيل Gen Z، جيل التيك توك وكبس كبس ويا رب أسد، جيل فاقد الهوية وفاقد للفكر ولقيمة العمل، وفاقد لمعنى الحب والزواج، فأصبحنا في عالم المطلقات والمساكنة و(ليه أتجوز ما كدا كدا هطلق)، جيل الأسر المفككة، أبناء خيانة مشروعة، فأصبحنا في عالم مخيف، عالم المثلية والإباحية والسرعة والاكتئاب والألفاظ البذيئة. وكل ما نشاهده على البرامج ووسائل التواصل الاجتماعي ما إلا نتيجة ما بداخل بيوتنا.
والعجيب أن كل هذه المشكلات الناتجة من جيل وراء جيل حلها يكمن في علاج من كلمة واحدة؛ وهي العلم.
- تعلم كيف تكتشف نفسك.
- تعلم ما سيكلوجية الطرف الآخر وطريقة التعامل معه.
- تعلم كيف تختار شريك حياتك.
- تعلم ما الحب.
- تعلم أن تعيش الحياة.
- تعلم الرجوع إلى الفطرة السليمة.
- تعلم كيف تكون رجلًا/ تكونين امرأة.
ولذلك أقول لك: كن لنفسك رقيبًا، وحسِّن منها، وكن أنت الصالح وسط عالم الفساد، ولا تبالِ، ولا تساعد أحدًا إلا إذا طلب منك المساعدة.
رائع جدا جدا جدا صح قلمك
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.