يتجه معظم الآباء لمحاولة تأمين مستقبل أبنائهم عن طريق شراء الأراضي والعقارات، وربما عن طريق ادخار مبالغ لهم في البنوك..
في حين لا يهتمون بمستوى التعليم ومدى جودته الذي يحصل عليه أبناؤهم، ويظنون أن مجرد ادخار المال لهم كفيل بتأمين مستقبلهم، وقد يقابل هذا الفكر قصورًا في فهم أهمية التعليم ودوره المؤثر في مستقبل الأبناء في سوق العمل، فالأمر لا يقتصر بحصول الأبناء على شهادة جامعية، بل أصبح يتعدى ذلك بمراحل..
فخطة التأهيل تبدأ من مرحلة عمرية مبكرة، ويجب أن ينتبه الآباء لميول أبنائهم وتشجيعهم بجانب مساعدتهم في تفتيح مداركهم مبكرًا لأهمية التخصصات التي يتطلبها سوق العمل، ليس فقط على مستوى البلد الذي يعيشون فيه، بل يجب أن يمتد طموحهم ونظرتهم إلى العالم الخارجي أيضًا، فيكون التحفيز لهم على استيعاب التكنولوجيا الحديثة وتخصصاتها حتى لا يجدوا نفسهم في يوم من الأيام بإمكانات محدودة لا تؤهلهم لمتطلبات سوق العمل..
فيبحثون عن الوساطة والمحسوبية من أجل الحصول على وظيفة يركن إليها ليظل حبيسها لتجهز على البقية الباقية من تثبيط خلايا عقله في ظل نظام إداري ببيروقراطي عقيم ،كما يحدث في معظم مجتمعات العالم الثالث النامي المتخلف، الذي يعج بالفساد والوساطة والمحسوبية في التوظيف وشغل الوظائف بصرف النظر عن الكفاءة أو المؤهلات الوظيفية، وبالتالي أصبحت بعض الشهادات الجامعية داخل تلك المجتمعات ليست بالمعيار الذي يتم عليه القياس دون وساطة أو محسوبية.
لذا كان من الواجب التنبيه والتحذير لكل أبٍ يمتلك دخلاً ألا يبخل على أبنائه في توجيه مدخراته ودخله في تعليمهم، بل عليه أن يبحث لهم عن كل ما يؤهلهم من تخصصات مختلفة سواء لغة أو علوم تكنولوجية أو دورات تدريبية لمراكز متخصصة عالمية تؤهلهم لسوق العمل.
فلا يظن بأن أبناءه صغارًا ولن يستوعبوا، بل هذا فهم خاطئ وكارثي، فالطفولة بجميع مراحلها يمكن توجيهها وإكسابها قدرات ذهنية بالتوجيه السليم من خلال العلم الممنهج، فأنت بذلك ترتب له عقله وتفتح له مداركه مبكرًا، فتنضج أفكاره، وبالتالي يستطيع أن يحدد ما يريده من تخصصات مبكرًا ليس عن رغبة عشوائية مرت بعقله، ولكن عن علم واقتناع بقدراته وثقته في نفسه.
فيقدر ذاته ويحترمها ولا يهتز أو يفقد ثقته في نفسه أمام أصحاب النفوس المريضة من يثبطون العزائم والهمم، بل إن جودة التعليم تنعكس على الأبناء في كل شيء بدءًا من تخطيط حياتهم بشكل صحيح إلى تحقيق مشاريع بفعل المهارة التي اكتسبوها من خلال مراحل تعليمهم..
فيا ليتنا لا نبخل في تعليم أبنائنا؛ فهو الاستثمار الحقيقي على المدى الطويل، يكفيك أن تعطيه السلاح الذي يخوض به معارك الحياة، وكلما تنوعت أسلحة العلم في عقله كانت له الغلبة في صراع إثبات الذات داخل سوق العمل في أي مكان.
حتى لا يساء الفهم من هذا الطرح، فبيت القصيد هنا ليس معناه ألا تدخر لأبنائك، ولكن يكون هدفك الأول هو تعليمهم وتثقيفهم، ثم يأتي بعد ذلك الادخار إن تيسرت الظروف لذلك.
مايو 25, 2023, 8:00 م
من أعظم النصائح الجامعة المانعة المقتضبة .. ويا ليت قومي يعلمون .. أحسنت وبخاصة هذه الفقرة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" فلا يظن بأن أبناءه صغارًا ولن يستوعبوا، بل هذا فهم خاطئ وكارثي، فالطفولة بجميع مراحلها يمكن توجيهها وإكسابها قدرات ذهنية بالتوجيه السليم من خلال العلم الممنهج، فأنت بذلك ترتب له عقله وتفتح له مداركه مبكرًا، فتنضج أفكاره، وبالتالي يستطيع أن يحدد ما يريده من تخصصات مبكرًا ليس عن رغبة عشوائية مرت بعقله، ولكن عن علم واقتناع بقدراته وثقته في نفسه." أنا منبهر بعقليتك المنظمة في الطرح واختيار الموضوعات ..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.