غابت شمس آمالي بموت أحبتي
وذكري لهم باقٍ وليس بفانٍ
وعاتبوني عن نُواحي عليهم
فقلت لن أنساهم فتعلقي بهم أفناني
آه أحبتي ضاق صدري لفقدكم
والعين ابيضت من دمع أحزاني
فيا ليتني ألقاكم ولو مرةً
ويا ليت لقاءنا وسط رونق وجنان
ولئن سألتني عن أصعب أنواع الاشتياق لأجبتك: حنيني لمن هم تحت التراب، وشوقي لمن حُملوا على الأكتاف، وبكائي لمن هم أحياء في قلبي.
سألت عيني أن تكف دمعها فإذا بها للدمع تسكب..
سألتها.. بربك توقفي، ونظرت بها إلى السماء فأمطرت، وفي الليل رأيت حلمًا كأنني لجدي أودع، فنحبت في منتصف الليل على من هو معي.
وفي صباح الغد انصدمت من خبر فراق جدي الذي كان معي، ورأيته يُحمل على أكتاف الناس ودموعهم تُسكب.. تمنيت أن يكون كابوسًا، وإذا بالدقائق تتوقف والثواني تتحول إلى خناجر وتطعن.. أردت الصراخ بقوة: أيها الحمقى إلى أين تأخذون جدي؟! لكن لم يسمعني أحد.
أدرت رأسي يمينًا وشمالًا.. وصرخت.. لم يسمعني أحد.. أخذوه بعيدًا ووضعوه في سيارة كبيرة.
إلى أين تذهبون به؟! توقفوااااا....
ذهب جدي ولم يعد.. ذهب إلى الأبد ولم أودعه.. ذهب ولم أحتضنه حضني الأخير... ذهب جدي وإذا بقوس المطر الملون يسطع وكأنه هدية منه لكي لا أبكي كثيرًا.. وداعًا جدي، أنت ميت لكن ستبقى حيًّا في قلبي.
احتضنوا أجدادكم؛ فقد ذهب جدي دون أن أودعه...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.