دعني أخبرك شيئاً، لقد شفيت منك، لم تعُد الذكرى تؤلمني كما فعلت دوماً، ولم أعُد أبكي حين تمر الذكريات في مخيلتي، وصرت أنام بهدوء، واستعدت القدرة على الحُلم مرة أخرى.
كنت تقول أن الزمن يُعلمنا وأن الوقت يُنسينا وها قد فعلت كنت تلميذة جيدة، وبرغم زخم الذكريات والأحداث إلا أنني نجوت.
أعترف أنني تغيَّرت ولم أعد أشبه ما كنت عليه، أصبحت أكثر قوة وتقبلاً لفكرة الرحيل، ألا شيء يبقى، وأنه لا استثناء لأحد من قانون الغياب مهما كان..
ومهما كانت الوعود قوية، الكل يمتلك تلك القدرة على ترك كل شيء خلفه دون النظر إلى الوراء ولو خلف بعده خراب.
وذلك الخراب الذي خلفته وراءك لقد أعدت بناءه، لقد ذرفت الكثير من الدموع وكنت تتساقط معها مرة بعد أخرى، وصرت كجرح قديم لا يُؤلم ولكن أثره يبقى، ربما لنتعلم أن نكون أكثر حذراً في المرة القادمة حتى لا نتعثر أكثر.
وذاك الفراق الذي كتبت فصوله بيدك كان مؤلماً، والأكثر إيلاماً أنني انتظرتك أن تعود، أنني لم أتقبل فكرة غيابك بسهولة وكأن رحيلك جعل الأيام ثقيلة بلا معنى، وكأن فكرة العودة التي حلمت بها كانت قاتلة.
كنتُ أتألم بصمت، وكانت الصدمة أكبر مما أتوقعه، وتوقف الزمن عن الركض، وبقي الليل طويلاً، وكنت أذوب وأتماهى في دوامة عدم التصديق، وفي محاولة التقبل، وخضت معركتي مع نفسي، وشارفت على الهزيمة، أن أطرق بابك، وأطلب منك أن تعود، وللحظة فكرت أنني لن أستطيع نسيانك.. لكنني شفيت وتغلبت على وجعي بك.
كنت درساً قاسياً، وجرحاً سيظل محفوراً بداخلي، وعابراً مر فأصبح شيئاً جميلاً ولكنه عاد غريباً وأنا لا أهتم بالغرباء.
اقرأ أيضاً
- الأهلي في صدارة الدوري المصري بعد الفوز على إنبي ويتعاقد مع كريستو
- حجرة دفن أم مستودع أسرار.. هل بناء الأهرامات سيظل كيان أسرار ضخم عبر العصور؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.