مصطفى ضياء أغسطس 16, 2023, 12:56 م

خاطرة "إلى المسيطر باسم الرعاية".. خواطر وجدانية

إلى المسيطر باسم الرعاية

كفى سقياك لي فقد أغرقتني

ما فاض منك اليومَ عليَّ

أنت عني أحقُّ به

بالأمس كنت بحاجة

لرشفة

وضننت بها عليَّ

وأهملتني

واليوم تغمرني

بما لاحاجة لي به

ولا حاجة لي في غيره

شموع أصابعك التي

أضأتها

أعمت عيني

وبها أحرقتني

أ‌تريد أن تعطيني

اليوم جمعًا

ما بالأمس سلبتني

وضننتَ به عليَّ

ومنه حرمتني

لا لن يملأ

ضميرك المنقوص شيء

مما تظن أنك به

عوَّضتني

وتظن أنك ترعاني

بعد أن أهملتني

وتظن أنك عندما

تحت مجهرك الدقيق

وضعتني

أنك قد تراني

أو ترى

ما تراه عيني

أتظن أنك إن تابعتني

وتتبَّعت خطاي

وحاصرتني

سأكون متبوعًا إليك

وأجلس حيثما وضعتني

أتظن أن بنيَّتك البريئة

يحقُّ لك

أن تقيِّد حريتي

أتظن أن غايتك الطاهرة

تبرر لك الوسيلة

لتحدِّد لي دربي

وتقرِّر لي وجهتي

أتظن أنك عندما

ساعدتني

فيحق لك أن تكون

مسيطرًا عليَّ

وتمنع عني أو تعطيني

أتظن أن حريتي

أنتَ من تمنُّ بها عليَّ

أو تمنعها عني

أو أن لك عليَّ سلطانًا

لتحدِّد قبلتي

لم يمنح الله ذلك السلطان

حتى لأنبيائه

عبثًا تحاول جاهدًا

أن تملك ما لا يملك

أو أن

تجدني كما ظننت

خانتك أفكارك

بجهلك عن ماهيتي

وأضلتك قدرتك

فلم تدرك قدرتي

فأنا الذي أختار يومًا

أن يصفِّد يديه

بما اشتهاه

وأنا الذي

مزَّقت أصفادي

وانتزعت حريتي

وأنا الذي

قاوم ما أحب

وكرهت ما أحببته

وأنا الذي رفض الحياة

عندما كانت

مشيئتي في يد غيري

وأنا الذي يومًا

دمرت ذاتي

وأنا الذي بنيتها

بإرادتي

ما كان دورك

في حياتي

غير الذي

سخَّرك الإله لأدائه

وانتهى دورك

فلمَ لم تنتهِ

اعلم إن كنتَ لا تدري

أن بداخلي

شعبًا كظيمًا

وتحت راية الرعاية

لن ينطوي

واليوم

أعلن عليك نهايتك

في قصتي

فقد احتملت منك

ما لم تحمله لى دنياي

وأعوذ بالله

من شعبي عليك

ومن نفسي

إذا قامت ثورتي

فإليك اليوم عني

وإليك مني تحيتي

هذا ما أختم به معك

رسالتي

بقلم مصطفى ضياء

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة