عندما يوسد الأمر إلى غير أهله؛ قلَّما تجد العدل يقام، والمظالم تُقضى، والحوائج تتحقق، ويأخذ كل ذي حق حقه.
عندما يوسد الأمر إلى غير أهله؛ تتخبط المصالح، فلا تعرف أين الصالح من الطالح، ولا متى تستبين الحق من الباطل، ولا كيف تقف على أرض الفلاح ما دام الفساد يهزها بزلزاله الذي لا يرحم.
عندما يوسد الأمر إلى غير أهله؛ تنطق الرويبضة، يتحدَّثون في الأمور العامة التي لا يفقهون فيها شيئًا، لكنهم قد فتحوا بضعة كتب لا تترك اليد الواحدة عدوًا لليد الأخرى، قرؤوا فيها سطرًا أو سطرين، ثم خرجوا على الناس ناصحين زاجرين آمرين ناهيين.
عندما يوسد الأمر إلى غير أهله؛ فإنك لا تدري أحق هو ما علمت، أم فارغ من كلام سمعت.
ويبقى السؤال: من الذي وسد الأمر إلى غير أهله؟!
الذين أحاطت بهم خطيئاتهم النفسية فنهبوا ما ليس لهم، أم الذين خذلتهم شجاعتهم بإلجائهم جبنهم إلى السكوت عن إعلاء كلمة الحق، وجعل كلمة الباطل هي السفلى، أم ظهور الرويبضة وسفهاء القوم الذين لا يعرفون الصالح من الطالح ولا الحق من الباطل، إلا ما يسد جوع بطونهم الفارغة، ويروي ظمأ ملذاتهم التافهة، أم كل هذه الأسباب مجتمعة؟
للإجابة عن هذا السؤال نرجو من عقولنا أن تسترخي قليلًا لتعطي أصحابها الوقت والفرصة المناسبين؛ كي يفكروا جيدًا علَّهم يضعون أيديهم على موطن الألم ومكمن الشدة وسبب المشكلة، ثم ينظرون أمرهم، فقد يمكنهم ذلك من أن يجدوا علاجًا ناجعًا ودواء شافيًا وحلًّا مؤكدًا ربما يفيد في برء الجرح وزوال الألم وتمتع الجميع بالشفاء والعافية.
نأمل ذلك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.