خاطرة "أُستاذتي".. خاطرة وجدانية

أستاذتي، كيف حالكِ؟

كنتِ في الأمس بيننا، واليوم ها أنت قد ابتعدتِ في الشّهر الكريم، لا يطيب لنا ولكلّ كائن أن ننساكِ، ظللنا ندعو الإله أن تعودي إلينا، لكنّ بكاءنا كان رثاءكِ، ماذا عسانا أن نقول لكِ غير أنّنا سائرون على خطاكِ، يا ملاك، لم نكُن نعرف من تكونين حتّى فقدناكِ، لن تكفينا دموعنا ولا كلّ الآهاتِ.

أتعلمين حين وضعوكِ في اللّحد ماذا كان ينتظرنا في تلك اللّحظاتِ؟ لم تسعنا الدّنيا حولنا حين حثوا بالتّراب على محيّاكِ، ألا ليتنا كنّا نعلم ماذا يخفي لنا الدّهر من كسرات؛ لعشنا أيّامنا معكِ في كلّ السّاعاتِ.

ولكُنّا أوّل الجالسين في مقاعد الدّراسة، ولسمعناكِ وأنت تنادين أسماءنا وما مللنا من تلك الكلماتِ.

ولكن ماذا يفيد قولنا هذا وأنتِ لستِ هنا وتركناكِ، لا نملك غير دعواتٍ نسأل الله أن تصعد إلى السّماواتِ، ونلقاكِ هناك عند ربّ العرش وقد أظلّكِ بكلّ الكراماتِ.

يا إله السّماء، يا مجيب الدّعواتِ، اجعل لقاءنا بها يوم تبعث مخلوقات الأرض والسّماواتِ، وأظلّنا ومعلّمتي الّتي أرشدتنا إلى فعل الخيرات، وأن نحبّ وطننا ونجعله في قلوبنا وقت الأزماتِ.

كيف ننسى من ربّتنا على حسن الأخلاق، وأن نتبّع من أرسل ختاماً للرّسالاتِ.

معلّمتي مهما جار الزّمان علينا، ومهما ساق الدّهر علينا من الويلاتِ سيظلّ كلامكِ محفوراً في أعماق عقولنا.

لن يمحى في الظّلماتِ، فقرّي عيناً وأنتِ في ثرى أرض مولاكِ، فما سقيته لنا هو ما نمضي به في سيرنا حتّى نلقاكِ، حينما سألنا عنك من كانوا حولكِ قالوا كنتِ لهم خير الجاراتِ، وكنتِ تمسحين كلّ الدّمعاتِ، مثلكِ لا ينسى، بل يحفر اسمها على الجداراتِ.

أنتِ أجمل من عرفنا وتعلّمنا منها أن نكون للوطن دروعاً، وتعلّمنا نشر الخير؛ لأنّك من غرست فينا تلك الميزاتِ لذا ها نحن نخطو خطواتكِ، ونعاهدكِ ألّا نحيد عمّا وعدناكِ، وستظلّين في قلوبنا وإن كنتِ قد غادرتنا ولن نراكِ.

ليرحمكِ المولى، ولنكثر من الدّعواتِ بأن يجعلكِ الله في الفردوس الأعلى ويسكنك فسيح الجناتِ.

فراقك أدمى قلوبنا، ولم يكفِ ما سكبنا من دمعاتِ، لو كنّا نعلم ما جرى ما أغضبناك يوماً ولا أزعجناكِ.

لن ننسى ابتسامتك الّتي كنتِ تبدئين بها درسنا وتفتحين بها عقولنا النّيّراتِ.

أتعلمين معلّمتي، صحيحٌ أنّ كلماتنا لن تجدي بعد بُعدك عنّا كلّ هذه السّنوات، لكنّكِ لم تفارقي مخيّلتنا، والتحقنا بدراسة قسم اللّغاتِ.

وسنلحق بكِ ونحن نحمل أعلام النّور لأجيالٍ بعدنا نسطّر فيها اسمكِ لتُخلد ذكراكِ.

ماذا نقول فيكِ غير أن ندعو ربّ الأرض والسّماواتِ أن نلقاك في جنّة الخُلد مع الصّالحاتِ.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
Mar 20, 2023 - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
Mar 19, 2023 - زكريا مرشد على حسن الشميري
Mar 15, 2023 - فتح الرحمن محمد أحمد عثمان
Mar 14, 2023 - أمين عبدالقادر لطف أحمد
Mar 14, 2023 - د. حمدي فايد عبد العزيز فايد
Mar 14, 2023 - عمرو رمضان محمد
Mar 12, 2023 - خوله كامل عبدالله الكردي
Mar 11, 2023 - أحمد محي الدين الهادي محمد
Mar 11, 2023 - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
نبذة عن الكاتب