خاطرة "أين أهرب من ذاكرتي؟".. خواطر وجدانية

لماذا تمر على الإنسان حالات كثيرة، أمور كبيرة، حيوات طويلة يشقى بها ويتعثر، وينطوي ويتشظى ويتملص؟

هل حُتّم على كُل بشريّ.. أن يقضي سنوات حياته يسعى لشيء لا يحصل عليه؟

ويُنجز أموراً لن تجديه نفعاً؟

هل كان من الممكن أن نمضي سنوات مراهقتنا وشبابنا دون هذه المتاعب؟

لماذا عشنا كُل تلك الحالات؟

لماذا انفردنا بالحزن؟

لماذا تمادينا بالغياب والغباء واقتضاب الحديث؟

ولماذا جعلنا أنفسنا حديثًا لهذا وذاك في أوقات فراغهم وانشغالهم؟

هل كنا حقاً نُحكم عقلنا..؟

رباه... ما الذي كان يقودنا؟

لماذا حُبنا الأول العميق الكبير الحقيقي الطويل لا يستمر؟

لِمَ هو فاشل دائماً؟

ما الذي أضحى بنا متسائلين؟

أما كان الأجدر أن نتساءل قبل كُل هذا الفشل الذريع؟

ما الذي يجوب بدواخلنا عند كُل مشكلة؟ ونحنُ صُنّاع المشكلة..

لماذا نعاني ونحن أقدر على الراحة؟

ما الذي يجبرنا؟

ياويلُنا..

لماذا نحافظ على علاقاتنا سنين عدة وننهيها في لحظة واحدة لأتفه الأسباب.. وبهذه السهولة؟

أَوَبلغ فينا الأمر للاستسهال بأي شيء كنا نخافهُ؟

لماذا لايمكن أن ننسى وجه شخص معين؟

هل هو أبدي في ذاكرتنا؟

رقم هاتفهُ.. أغانيه.. عنوانه.. صوته ..وكلماتهُ..

هل أحببناه لهذا الحد أم كُنا فيه متوحدين؟

لماذا تجتاحنا فجأة تفاصيل الانهيار النفسي كلها؟

قصائد محمود درويش..

أغنية "استفزيني" شكل الليل التشريني..

برودة الأطراف.. سهرات معتادة..

صداع مستمر وقمر وشتاء مُقبل..

كل الأشياء تُذكر..

بشيء أشبه بالوهم..

بأناس أقرب للحُلم..

وربما كابوس في بعضِ الأحيان..

سأترك هذا المكان حتى ذكراي وخطاي وأغنية الناي..

كل الأشياء ستختفي..

كلنا وهم يموج في وهم..

من كان له القدرة على النسيان؟

أنا في عالم وعالم لغيري ولي عالمي والدنيا تدور والأفكار تتعارك..

من شغَّل هذه الأغنية؟

من ذكَّرني قبل النوم بتلك الأمنية ؟

من قادني لكتابة هذا النص؟

رباه ..من هذه الذاكرة؟

ما للأفكار والأشعار تأتِ بين هدنة العقل والقلب بين غمضة العين وتنهيدة السلام؟

لماذا تأتِ الذكريات؟

لماذا حُتم علينا ألا ننسى صوت الانتظار؟

كُل شيء أوصلنا إلى هذه اللحظة.. هو نحنُ..

نحنُ الذين لا نعرف هل نبكي الآن أم نرقص فرحاً أم نموت غرقاً في العقل الباطن..

خواطري شؤون صغيرة.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

قريت المقال كله الكلام حلو و يدعوا للتفكير
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرا لكلامك اللطيف .. أتمنى دوماً أن أنال الإعجاب فيما أكتب 🌸👍🏻
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة