لقد قلتُ وداعًا للأشخاص كلهم، للأشياء كلها، الذكريات، الأماكن والوجوه.. لقد قلتُ وداعًا مرارًا وتكرارًا.. لكنَّ شيئًا لم يودعني ! لكنَّ صوتًا لم يغِب عن مسمعي!
لقد قلتُ وداعًا.. لكنْ.. كُل شيءْ ترَّبص بي، كُل شيء هربتُ منه رافقني في رحلاتي.. كُل شيء تجاهلتهُ ظلَّ عالقًا بشكلِ حياتي، بتصرفاتي الغريبة! بمواقفي وغيابي..
لمْ تتركني أي ذكرى بأي مفترق طريق، لم تتوقف عيونك عن مصادفتي هنا وهناك!
لم تهجر الأحلام والكوابيس نومي ليلةً واحدة!
كلما ابتعدتُ أكثر شعرتُ أني تركتُ طفلي الوحيد خلفي.. يبكي وينتظر عودتي!
وكُلَّما اقتربتْ.. كُلَّما احترقتْ بنار مشاعري، ولكن رغم النار إلاَّ أنّك ما زلت تحيا بداخلي..
كلّما نويت الرحيل من هذا المكان.. تلحق بي أيامي وصوري وذكرياتي
كم هو ثقيل أيلول بعودته على قلبي!
متى كان أيلول ثقيلًا هكذا؟
كم هي الأيام مؤلمة والظروف صعبة متى تطيب لنا الأيام وتحنو علينا الدنيا القاسية..
كم شخصًا سنفارق بعد!
كم وطنًا سيُطوى بداخلنا وسيَطوينا بداخلهِ!
عالقةٌ أنا على شاهق لا السقوط خَيار ولا الطيران بإمكاني...
عالقةٌ في مكانٍ مجهول لا يمكنني المكوث ولا أستطيع العبور!
عالقة بين ما فات وما هو آتِ...
عالقة بينَ بينْ ... وبين البينين أفقد نفسي..
أخسر أحلامي وضحكاتي .. تكبر روحي وتموت أمنياتي..
شيئًا فشيئًا تصيرُ الراحة أصعب وتستحيل السعادة..
أكبُرْ وتكبر معي معاناتي ...
وها أنا ذا هنا في المكان نفسه ما زلت أنتظر!
ومتى يحين موعدي؟
متى أخرج من نفسي.. وأتنفس الحياة!
تسقط كل أوراقي مع الخريف.. وأذبل كشجرة ياسمين منسية على طرف منزل عتيق..
تبهت بنظري الألوان وصورتي بالكاميرا حزينة..
أشعر بالضيق والاختناق رغم اتساع هذه المدينة.
خاطرة رائعه جدا رغم حزنها
شكرأً 🌸
حزينة و مؤثرة لكنها جميلة ..احسنت 💟
شكراً لكِ🌸👍🏻
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.