نوع يأتيك ويطرق بابك فتتجاهله، ونوع تذهب إليه وتطرق بابه فيتجاهلك، ونوع يستقبلك وتستقبله، ونوع يأتيك وتستقبله، لكنه يذهب منك، نحب من لم يحبنا، ويحبنا من لم نحبه.
دعوني أحدثكم عن تلك الأنواع، الحب الذي يأتيك ويطرق بابك فتتجاهله، على حسب علمي هذا النوع من الحب موجود في حياة معظمنا، وأنا أعده أصدق أنواع الحب، الصدق في حب شخص لك دون مقابل، دون مردود، ذلك الحب الذي يقوم على التبادل يذبل مع مرور الوقت؛ لأنه يفقد أساس الوصال بين الأحبة، لكنه ينمو عند كل لقاء.
ذلك الحب يترك أثرًا داخل الطرف المحب، ما يساعده في الوقوع في الحب ثانية عند وجود صفة من صفات ذلك المحبوب لدى أحد الأشخاص، لكنه يكون أكثر حذرًا في حبه الثاني؛ خوفًا من الخذلان مرة أخرى، وقد تنجح تلك العلاقة نسبة لنضوج عقله، بامتلاكه الخبرة اللازمة في التمهل والتدقيق والفهم السليم للعلاقة.
النوع الثاني الذي تذهب إليه وتطرق بابه فيتجاهلك، ذلك الحب أعده أيضًا من أصدق أنواع الحب؛ لأنه أيضًا داخل في قائمة الحب غير المشروط، وهو أيضًا موجود في حياة معظمنا، لكن لديه سلبيات وإيجابيات.
السلبيات فيه اعتناق الرفض بسلبية فكرية رجعية ضحيتها النفس، ما يدخله في ظلم نفسه بعتابها بجرعات سلبية تتسبب في انعزاله عن المجتمع مدة قد تطول وتدخله في الشك بقدراته، وفقدانه الثقة في نفسه.
الإيجابيات فيه اعتناق الرفض بإيجابية فكرية وجسدية وروحية، الفكرية في تذكره حادثة مشابهة لحادثته، نعم فهو يتذكر عندما أتاه الحب وطرق بابه ولم يستجب له، فعقله حينها ينقل له معاناة ذلك الطارق، وعندما يشعر بما شعر به يعلم أنه حينها قد تساوت المعاناة، وبذلك هانت عليه معاناته "عندما ترى مصيبة غيرك تهون عليك مصيبتك"، فيخرج من تلك الصدمة بإيجابية.
وأيضًا تستمر حياته ويقع في الحب ثانية، ويكون أكثر حذرًا وفهمًا وتقديرًا للغير، إنها الحياة عندما تبدع في المعالجة.
النوع الثالث الذي تستقبله ويستقبلك، هذا النوع يعرفه كل الناس، إنه الحب المتبادل حب الطرفين، هذا النوع تكون المعاناة فيه قليلة، والحديث فيه لا يطول.
النوع الرابع يأتيك وتستقبله، لكنه يذهب منك، هذا النوع قد أطلقت عليه اسم (البطيخة) لماذا هذا الاسم؟ لأن فيه صلة مشابهة، تتمثل في أنه عند شرائنا بطيخة دون تقطيعها عند البائع وإحضارها إلى المنزل لتقطيعها، فإننا قبل تقطيعها لا ندري أهي حمراء أم غير ذلك؟
فلدينا تحفظ شعور وقتي، ذلك التحفظ الوقتي أحيانًا تكون نتيجته سلبية أو إيجابية، فيكون سلبيًا في حالة عدم تقبلنا لتلك الفكرة الوقتية التي احتفظنا بها داخلنا، وعدم التقبل يبث داخلنا كثيرًا من السلبيات حسب نسبة تفهمنا لتلك المواقف.
والإيجابية في تلك الفكرة التحفيزية هي امتلاكنا للخطة (ب)، تلك الخطة تعني رؤية الأمر من زاويتين مختلفتين عندما يحدث كذا علي فعل كذا، وعند حدوث كذا علي فعل كذا، تلك الجاهزية تنجيك من السلبيات المحيطة بتلك الفكرة، هكذا يجب أن تكون رؤيتنا لكثير من الأمور في حياتنا، إن أردنا تفادي الصدمات التي تأتي عندما لا نكون في وضع الجاهزية القصوى لها، فالأمر مرهون بك وسيسير حسب جاهزيتك له.
النوع الخامس والغريب نحب من لم يحبنا، ويحبنا من لم نحبه، الغريب فيه طريقة سير المشاعر الجياشة التي تقود صاحبها إلى وجهات لم يطلب الوصول إليها، إنه اندماج النوع الأول مع الثاني، لكن حسبما ذكرنا فتلك الأنواع رغم معاناتها فإنها لقيت مرادها في النهاية، لكن هذا النوع الغريب له نهاية غريبة بعض الشيء، وله بداية قد تبدو حزينة، لكن أيضًا قد تكون له نهاية سعيدة.
فهو تائه بين حب أتاه ولم يستقبله، وحب ذهب إليه ولم يستقبله، حينها يأتيه شعور سلبي تارة، وشعور إيجابي تارة أخرى، الشعور السلبي سببه أنه رُفض.
لكن ما يعكس ذلك الشعور إلى الإيجابي أنه قد أتاه أيضا هذا النوع من الحب، ما يشعره أنه مقبول، فيبعد عنه شعوره السلبي، لكنه يعيش في حيرة أيضًا، ندم على رفضه لذلك الحب الذي أتاه، وندمه على حبه الذي لم يكتمل.
عندما يشتد عليه الندم من طريقين هو السبب فيهما يأتيه شعور ثالث ألا وهو شعور رغبته في الزواج، وسبب ذلك أنه يعلم جيدًا أنه لا نجاح في الحب الذي أتاه وإن ذهب إليه سيتم أيضًا رفضه، وفرضًا أنه قُبل لن يجد للحب طعمًا، فطعم كل حب بدايته، وحبه الذي قد كرس حياته له لم يكتمل.
فخيار الزواج هو الحل الأمثل له، فيه يعيش حياة مثالية، حياة الاكتشاف، فمتعته حينها في الاكتشاف، وأيضًا هذا الزواج يكون ناجحًا؛ لأنه دخل إليه بإرادته، وهو يعلم جيدًا ما عليه فعله، فهو أصبح أكثر حذرًا وفهمًا وتقديرًا للأشخاص الذين يتعامل معهم.
إنها الحياة عندما تبدع في المعالجة.
وشكرًا جزيلًا..
يوليو 30, 2023, 4:28 ص
تواصلي من فضلك على هذا رقم ٧٠٢٦٢٨٧٦ من بلدي لبنان احتاجك لأمر ضروري
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.