عايدة عمار فرحات مارس 27, 2023, 8:06 ص

خاطرة "أنت في الجميع تتجسد".. خواطر اجتماعية

عجيب أمر الإنسان.. إذا غضب أصبحت الدنيا فوضى عارمة، وإذا سكت لا تكاد تسمع متكلمًا، وإذا سجد رأيت العالمين سجدا، وإذا انطوى تهلهل الكون وتوحدا (التوحد هنا بمعنى الوحدة).

فلا يمكن فصل الإنسان عن محيطه كبيرًا كان أم صغيرًا، فهو يتأثر به ويؤثر فيه، وفي داخله تختبئ آلاف المعاني لتختصر ألوفا من الأنا، وهذه الأنا هي الرؤية النقية المتفردة لكل حالة من حالاته المتعددة في لحظة مجردة من الزمان والمكان، وهذا التعدد هو ما يهب للإنسان عظمته وقوته ومكانته وأسراره التي لا تنتهي.

فهو إن كان وحده لا شيء يذكروإن توحد مع الآخرين بأي شكل من الأشكال فهو الكل للكل، قانون الله في أرضه قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: آية 13].

خذ نفسك كمثال فكما يقال بالمثال يتضح المقال إذن عزيزي القارئ أنت كفرد تعيش في جماعة تضم آخرين تربطك بهم صلات وعلاقات أولها علاقة الدم وهي العائلة، ثم صلة القربى وهم العائلة على نطاق أوسع، بعدها زد علاقة المصاهرة والنسب فأنت الآن تتفرع دون أن تدري وتزداد، سترى...

فإذا واصلنا توسعت الدائرة لتشمل علاقة الزمالة والصداقة في محيط عملك أو دراستك، ثم في حيك هناك المعرفة المصغرة، وفي وطنك المعرفة الأكبر وفي العالم أكبر فأكبر، كل هؤلاء من البدء أنت فيهم وهم فيك، تأخذ منهم وتعطي لهم، تتنوع في تفاصيلهم وأدق أفعالهم وأقوالهم، إنهم إن أنت أمعنت النظر أنت، نعم أنت بمفهومك الأوسع المجرد من الأنانية وحب الذات.

لاحظ أن الأصل واحد آدم وحواء إنها خلية واحدة فانقسمت وأعطت كل هذا الكم الهائل من الناس، فالأصل لا غربة بينهم بل هم معارف، ولو كان بينهم اختلاف فهو للتكامل لا للتنافر.

أنت إن آمنت أن الجميع إخوة لك ثم صنف كما تريد إخوة في الدم أو الدين أو الوطن أو الإنسانية، المهم إذا آمنت بذلك رأيت الآفاق تتفتح، والإنجاز والإبداع والإعمار في الأرض يتجسد، ولمست التكافل والتعاون والاتحاد يرفع ويطهر وأنت أين أنت؟ إنك الجميع والفرد.

أدعوك يا أنا أينما كنت أن تصلح حتى وإن عم الفساد، وأن تزرع الحب بدل الكره والخير مكان الشر، وأن تحافظ على فطرة الله في خلقه وإن رأيت الناس أجناسًا من كوكب آخر وإن بدلوا وغيروا، وأن تحيا حياة خليفة الله في الأرض.

بقلم عايدة عمار فرحات

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

ندى علي خلف

مارس 27, 2023, 9:09 ص

عندما أقرأ كتاباتك... اشعر بسعادة... لانني أميل الى الكتابات المترابطة المفهومة المعنى... الى الأمام... ❤️

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

عايدة عمار فرحات

مارس 27, 2023, 10:28 ص

👍🏻💖🥰

أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة

لايف ستايل

صفات الشخصية القوية وكيف تكون قوي الشخصية

يونيو 9, 2023, 4:42 ص - محمد احمد فهمي