خاطرة «أنت حرٌّ ما لم تضرُّ».. خواطر اجتماعية

الحرية المفهومة لدى أكثر الناس هي أن تفعل ما تريد وقتما تريد، ولكن هل أنا حرة فأسرق أو أكذب أو أزني أو أتنمر؟

ماذا سيحدث إذا سرقت بعض المال من رجل فاحش الثراء؟ وماذا سيحدث إذا كذبت على أحد كي أبدله سعادة مكان الحزن؟ وماذا سيحدث إذا قمت بعلاقة محرمة؟ وماذا سيحدث إذا تنمرت على أحد لأضحك، أو تكلمت عنه بالسوء وشغلت فراغي؟ لا يوجد ضرر في كل ما سبق!

ولكن توجد قاعدة: "افعل ما شئت فإنك مجازى"، فكل ما فعلته سيعود حتمًا إليك مرة أخرى، فإذا تخلصت من ضميرك وعقائدك ومفاهيمك ستتجرد من إنسانيتك السامية، وستحصد جزاء كل أعمالك؛ إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر. فلا تحسب أنك ستفلت من جزاء عملك ومن دفع الثمن.

ستدفع ثمن السرقة بالقانون ومن نفسيتك المحطمة، فإذا مرضت ستشعر أنه جزاء ما سرقت، وكما أنك حر فسرقت فغيرك حر وسيسرقك. إذا كنت حرًّا فعلًا فلن تكذب؛ لأن الكذب من صفات العبد المكبل بالحديد.

وإذا زنيت فأنت تزني مع شخص آخر، وسلبت منه جزءًا خاصًّا به وحرمته لذة الحلال، ومن الممكن أن تدفع الثمن بوجود طفل لا اسم له، أو ستشعر أنك لا تريد تكملة هذه العلاقة؛ لأنك وجدت أحسن منها؛ فتسلب الآخر حريته في الاختيار أن يكون بجانبك، أو ستكون أسير هذه العلاقة لشعورك بالذنب.

وإذا تنمرت على أحد أو تحدثت عنه بسوء، ستسجن أفكارك داخل قفص الآخرين، ويُسلب منك وقت الإبداع والنهوض والتقدم. وإذا كنت تعيش في منزل وحدك، وقررت ألا تقيد نفسك بتنظيفه، فليس من البعيد أن تتقيد بالفراش نتيجة هذا العفن.

كل فعل له رد فعل مساوٍ له، فإذا أردت أن تكون حرًّا بحق وأردت الكمال، فعليك وضع قوانينك الخاصة التي تكون تحت شعار: ما النتائج المترتبة على ما أريد فعله؟ وشعار: أنا حر ما لم أضر نفسي ومن حولى. وشعار: سأرفع رأسي بهذه الأفعال أم سأطأطئها؟

وبعد تفكير نقدي بناء لكل فعل وكل قرار ستكون حصلت على حريتك. وستحصل على حريتك أيضًا عندما تتخلص من التعلق بالأشياء أو بالأشخاص أو بالذكريات. وستحصل على حريتك أيضًا عندما تسد أذنيك عن أقوال البشر المثبطة لكل الأفعال الحميدة القوية.

كيف تكون حرًا؟

وكن مثل الماء الذي هو أقوى مكون في العالم؛ فعلى الرغم من شفافيته وقدرته على التشكل والنفع؛ سنظل نحن لا نستطيع الاستغناء عنه، ولا تكن مثل النار المحرقة؛ فلها منافع، ولكن أضرارها كثيرة إذا أسأت فهمها واستخدامها. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مبدعة دائما احسنتي
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة