(غرفة الإنعاش)
السجان: النجدة النجدة عقل السجين يحتضر، هل يوجد مسعفون هنا؟ النجدة.
الطبيب: ماذا حصل للحالة ٤٠٥ ما بها؟
السجان: لا أعلم ذهبت لأراه وأقول له تجهَّز بعد نصف ساعة سنتحرك في اتجاه غرفة الإنعاش وإذا بي أفتح الباب أجده على الأرض مغشيًا عليه.
الطبيب: يبدو أن المريض مناعته الفكرية لم تكن بتلك القوة التي ظننتها.
أيُّها الممرض ناولني ملف السجين ٤٠٥
الممرض: حسنًا أيُّها الطبيب... ها هو ذا...
الطبيب: أم.. عرفت ما به، عقله يعيش صدمة بين الماضي والحاضر، وجهازه المناعي يقوم بحركة التطهير، لكن جهله ما زال يقاوم،
أتتنا حالات كثيرة من قبله واستسلموا لجهلهم وهم الآن في الغيبوبة، ولم نستطع إسعافهم، لكن أنا أثق في السجين ٤٠٥ سوف ينجو من فيروس الجهل، وسنتمكن من إنعاش ذاكرته من جديد.
هيَّا احملوا السجين إلى غرفة الإنعاش فورًا..
الممرضون: حسنًا أيُّها الطبيب..
المرشد: ذهبوا به بسرعة وهم قلقون..
الطبيب: أيُّها الممرض ما حالة عقل المريض؟
الممرض: إنها في صراع شاق لا أظنه سينجو..
الطبيب: حسنًا، سوف نتدخل ولكن سوف نترك إرادته في الاستمرار تساعده في النجاة.
الممرض: كيف ذلك أيها الطبيب واجبنا يحتم علينا إنقاذه وما طلبته منا غير معقول!
الطبيب: حسنًا حسنًا هدئ من روعك يا بني فالأعمار بيد الله، كل ما أطلبه منكم أن نساعده في النجاح في معركته لأنه يستحق ذلك؛ لأنه بنظري بطل، في عيني ببساطة الوحيد الذي قرر أن يكمل حتى الرمق الأخير، ألا تظن بأنه شجاع بما يكفي ليهزم جهله؟
الممرض: إنك على حق أنا آسف.
السجين ٤٠٥: ممدد على السرير كأنه نائم لكنه يصارع في معركة مصيرية يحاول جاهدا الخروج منها.
المرشد: عزيزي القارئ رحلتي معك كانت شيقة حقًا واستمتعت بصحبتك، أتمنى من كل قلبي أن تنجو.
قبل نصف ساعة من الحادث
السجين ٤٠٥: أيُّها السجان أنقدني إن عقلي يغلي لا أعلم ما به أسمع أصواتًا كثيرة... ش.... ش.... ش...ش
أمسك رأسه بيديه الاثنتين وبعدها ضرب رأسه في الحائط لكن دون جدوى.
سوف أجن أنق.. دوني.
سوف نصمت يا عزيزي أنت الوحيد الذي تسمعنا، ولا أحد سوف يصدقك لهذا نطلب منك الهدوء..
كيف ذلك؟
نحن ضيوف أنت من قمت باستضافتنا دعنا نعرفك بأنفسنا أولًا.
الجهل: أنا الجهل يا عزيزي وظيفتي أن أكون مثل الجدار لا أدع أي شيء غريب يدخل عقلك وأرفض التغيير بكل أصنافه.
المبادئ: أنا يا عزيزي هي تلك النبتة الخضراء التي تنير ظلمتك وأنا هنا لمحاربة الفساد.
الوعي: أنا ضيفك المميز أنا هنا لأكسر تلك الصورة النمطية العوجاء عني جئت هنا لأطهرك من تعصبك وتشبتك بما لا يعنيك.
الفساد: دعك منهم جميعًا كل ما يقولنه هراء أنا هنا سيدهم هم ألعاب التي أتشكل بها متى أردت وكيفما أردت لصالحك أنت وحدك.
الضمير: أنا هو أنت أنا نسخة أخرى منك، لكن أشد صلابة منك دوري أن أحيي فيك ما قتلوه هؤلاء لا تنسى هذا.
العقل: يا إلهي ما هذا العجب العجاب لماذا تتصارعون، هنا هيا اخرجوا من مملكتي لا مكان لكم هنا عندي.
أيًّها المعتوه اخرس، لولانا لما كنت موجودًا من الأساس، وظيفتك استقبالنا فقط وتوفير لنا كل سبل الراحة، أسمعت هذا نحن من نزينك ونجعل منك إنسانًا لتقدر على التفاعل والتواصل والتلاحم لذا عُد لوعيك واصمت.
السجين ٤٠٥: وأنا ما محلي من الإعراب يا سادة؟
أنت يا عزيزي واجهتنا الأساسية للآخر، أنت تمثلنا في الخارج، نحن نعمل ليل نهار لتكون في أبهى حلة.
أها هذا جيد.
لكنني يا سادة سوف أترك بعضكم؛ لأنني اكتشفت وأخيرًا بأنكم سبب تدمري وسعادتي وتأخري.
ومن هؤلاء..
إنهم بكل بساطة الجهل والفساد..
سوف تندم نحن نحميك من سطوتهم أيها الغبي..
اصمتوا ولا تتحدثوا أنا من هذه اللحظة قررتُ أن أنقد نفسي وأتخلص منكم.
هنا السجين بدأ يسمع أصواتًا لكن صداها بعيد جدًا، وهنا أدرك بأنه في ورطة ويجب عليه الفرار قبل أن يتم اغتياله.
ففكر جيدًا قبل أن يخطو أي خطوة وفجأة طرأت بباله فكرة
قال اسمعوا سوف أواجه بعضكم مع بعض الوعي مع الجهل والفساد مع المبادئ والضمير، وسأبقى أنا وعقلي نشاهدكم من بعيد ومن يفوز منكم يبقى أأنتم موافقون؟
موافقون.
الممرض: سيدي الطبيب أظن أن المريض حالته بدأت تستقر نبضه يتحسن ولم يعد يرتجف.
الطبيب: ألم أقل لكم اتركوه سوف ينقد نفسه أنا فخور به جدًا .
الوعي والجهل:
حسنًا سؤالي لكم
كيف أفوز في مناقشة مع شخص متفوق عليّ؟
الجهل: ههههه سهلة في البادئ، قم بوضع السم في العسل.
السجين: كيف ذلك.
الجهل: حسنًا هو متفوق علينا في المعرفة وليس في فن التلاعب.
السجين: وضح لي أكثر.
الجهل: يجب أول شيء أن نوقعه في الفخ وأول خطوة هي ابتزازه بمعنى أوضح أن نحاربه بسلاحه على سبيل المثال أن نستخدم معرفته في هلاكه.
السجين: ما هذا الدهاء، لقد ارتعبت منك وماذا عنك أيها الوعي؟
الوعي: أنا لا أجد ضررًا في أن تناقش شخصًا متفوقًا عليك، بل أجدها فرصة لا تعوض وأن تكون تلميذًا أمامه صدقني سوف تتعلم الكثير منه.
السجين: جيد جدًا وماذا عما قاله الجهل؟
الوعي: أنا أجد كلامه فارغًا ولا يمثلني، أنا أحب أن أرتقي وأستغل كل فرصة ترتمي في طريقي، كل شيء أتعلم منه بكل صدر رحب، ولا أخجل من كوني لا أعرف كل شيء؛ لأنني في رحلة المعرفة وأستمتع بالطريق جيدًا.
السجين: حسنًا حسنًا هذا جيد كلاكما قام بجهده.
الآن ننتقل للفساد والمبادئ والضمير.
سؤالي لكم مع من تتفقون أكثر مع الوعي أم الجهل؟
الفساد: بالطبع أنا مع الجهل أنت تبارز خصمًا أقوى منك وأنت دون عتاد، لهذا سوف نستعمل الطرق الملتوية لتكون حصة الأسد لنا ونفوز عليه بكل براعة، ليس كل من فاقك في المعرفة يعرف كيف يبارز.
المبادئ: عزيزي أنا مع الوعي، أنا لا أحب تلك المجالس التي تكون متشاحنة وملتهبة، أنا هو كتابك الذي يساعدك على الفصل بين الصواب والخطأ، أنا هو خزانك الذي تعود إليه كلما أحسست بأنك في الهاوية، إياك أن تخرجني من عالمك سوف تشقى من دوني تذكر جيدا هذا .
الضمير: أنا بكل تأكيد مع الوعي أنا الذي أنتشلك من الظلمة، وأنا من أنزع الغشاوة من عينيك لتحكم بالحق؛ فالصراعات أحيانًا تعمي بصيرة الإنسان، وأنا هنا دليلك الذي يعيدك إلى الصواب.
الممرض: أيُّها الطبيب نبض المريض استقر هذا رائع أظنه سينجو.
السجين: بعد هذه المواجهة الشيقة وبعد استشارة عقلي وبعد العودة إلى تجربتي الشاقة في التغيير، قررت أن أتخلص من جهلي ومن الفساد الذي لحق بي، وأن أصبح إنسانًا جديدًا لا تابع ولا متبوع، أنا نفسي فقط، ولذا أنا أطلب من الجهل والفساد أن يخرجا من عقلي لأن لا مكان لكما هنا .
هذا ظلم... هذا.. ظل...
الممرض: سيدي الطبيب لقد استيقظ المريض.
الطبيب: أهلًا بك يا عزيزي، أهلًا بنسختك الجديدة، أهلا بك بعالمك الجديد.
القارئ: أين أنا من أنتم؟
نحن لا شيء نحن مهمتنا انتهت ولا نستطيع البوح بما جرى الأهم عندنا أنك عدت سالمًا.
المرشد: أهلًا وسهلًا بعودتك يا صديقي لقد فرحت لأجلك.
القارئ: من أنت وجهك مألوف لي ذكرني من أنت.
المرشد: أنا مهمتي انتهت هنا، الآن موعد ذهابي لكن إياك أن تقول لشخص آخر أين كنت هذا سر.
هكذا كانت رحلتي مع عزيزي القارئ في اكتشاف ما وراء الستار.
انتهت الرحلة لكن ستبدأ رحلتك أنت... ولكن لا تنسَ السر الذي بيننا لا تخبر أحدًا بذلك.
يونيو 21, 2023, 5:52 ص
جميل جدااا
لقد كان صراعاً حادا وصعبا وخطيرا لكنه تغلب على مخاوفه واتتصر
احببت طريقة دمجك الصحة بالقانون باسلوب فريد من نوعه رائع
إلى الأمام دائماً وأبداً
احر التحيات ♥️♥️
يونيو 21, 2023, 6:12 ص
شكرا لك عزيزتي ندى
وأنا جد سعيدة بتفاعلك مع نصي
والحقيقة استمراريتك في تتبع الأحداث أعجبتني كثيرا
شكرا لك من القلب
تعليقاتك الراقية ستبقين راسمة في ذاكرتي
يونيو 21, 2023, 6:12 ص
راسخة
يونيو 21, 2023, 9:03 ص
اتمنى لك النجاح والتوفيق والتقدم دائما ❤️❤️سأسعد بكل كتاباتك ❤️❤️
أغسطس 6, 2023, 5:29 م
راسيليني على بريدي الإلكتروني narjisskalaf@gmail.com لأمر ما
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.