أمي وأبي.. كلمتان قليلتان في حروفهما، لكن وزنهما يفوق الكون بأسره. إنهما محور الوجود والأمان في هذا العالم الصاخب، هما رمز الحنان والعطاء. على مر الزمان، كانا الدروب التي سلكتها نحو السعادة والنجاح. لا أملك الكلمات الكافية لأصف حبي وتقديري لهما، لكن دعوني أحاول التعبير عن جزء من هذا الإحساس الذي يجتاحني عندما أفكر فيهما.
أمي.. شمعةٌ تضيء لي دروب الحياة، وصوتها كلمة حكيمة، وحضنها ملاذي الآمن. تعلمت منها الصبر والتفاؤل، وعلمتني أن القوة الحقيقية تكمن في الاستمرار، مهما تعثّرت في رحلة الحياة. وتضحيتها لا حدود لها، فهي تفعل كل شيء من أجل سعادتنا، حتى لو كان على حساب راحتها. إن وجودها يجعلني أشعر بالطمأنينة والحماية، فهي درعي الواقي من عواصف الحياة.
أما أبي.. فهو رمز القوة والعزيمة. علَّمني أن أواجه الصعاب برأس مرفوع ونظرة ثاقبة، وأن أسعى دائمًا لتحقيق أحلامي. وهو يعطيني الشجاعة لاستكشاف العالم ومواجهة التحديات، ويدعمني في كل مرحلة من مراحل حياتي. ولم يُلقِ الفشل بظلاله عليه، بل استخدمه فرصةً للتعلم والنمو. إنه القائد الذي أتبع أثره بكل فخر، فهو قدوتي في الصدق والأمانة والتواضع.
إن حضورهما في حياتي هو النعمة العظيمة التي لا تقدر بثمن. فكلما احتضنتني أمي بحنانها أو شجعني أبي بتفاؤله، يتلاشى الخوف والقلق، ويظهر أمامي طريق النجاح والتحقيق. إنهما عمادي الأقوى ودعمي الأكبر، وما أنا إلا جناحهما المحمي والدافئ.
إن علاقتي بأمي وأبي ليست مجرد علاقة أسرية عادية، بل هي رابطة روحية تجمعني بهما بقوة لا يمكن وصفها بالكلمات. هما أحبَّائي الأوائل، الذين علَّموني أن الحب لا يقتصر على الأقارب بل يمتد ليشمل كل الناس. قيمهما الأخلاقية وتعاليمهما السامية صقلت شخصيتي وجعلتني أتمتع بأخلاق وأفكار تسعى لخدمة الآخرين وجعل العالم مكانًا أفضل.
ما يميز أمي وأبي هو حُبهما اللامحدود والذي لا يعرف حدودًا أو قيودًا. عندما أكون في أصعب اللحظات وأشعر بالضعف، فهما يمدَّان لي يد العون والدعم. يساندانني في مشكلاتي ويسمعان لأفكاري وتطلعاتي بصبر واهتمام. ولا يمكنني أن أنكر أنهما تحملَّا كثيرًا من التضحيات والتعب من أجل راحتي وسعادتي، فهما يضعانني في المقام الأول ويحرصان على توفير كل ما يحتاج إليه قلبي وروحي.
عشنا معًا كثيرًا من اللحظات الجميلة، ومن الأوقات الهادئة والعائلية التي تجلس فيها أمي وأبي معي ونتبادل القصص والضحكات، إلى اللحظات الصعبة التي أتحدى فيها الصعاب بدعمهما المستمر. فهما كانا دومًا إشراقة الأمل في حياتي، ودافعًا لي على مواصلة النمو والتحسُّن.
عندما ننظر إلى العالم من حولنا، ندرك أن الحياة ليست سهلة دائمًا، ولكن بوجود أمي وأبي، يصبح المستحيل ممكنًا. إن حبهما وتشجيعهما يمنحاني القوة للوقوف ضد أي تحدٍّ يمكن أن يعترض طريقي. فهما يعلنان الثقة في قدراتي، ويعلمانني أن النجاح يحتاج إلى الجد والاجتهاد، وأن الاستسلام ليس خيارًا مقبولًا.
أمي وأبي هما النعمة التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، وكلمات الشكر والامتنان لن تكفي لتعبر عن مدى امتناني لهما. أتمنى أن يمتد تأثير حبهما وعطائهما للجميع، فالعالم بأمسِّ الحاجة إلى مزيد من الأمهات والآباء الذين يتحلوْن بالرحمة والتعاطف، ويُسهمون في بناء جيل قادر على تغيير العالم بإيجابية.
في الختام، أمي وأبي هما الحياة بحد ذاتها. فحضورهما يمنحني القوة لمواجهة التحديات والاستمرار في السير إلى أهدافي. فبدون عطائهما ودعمهما اللامحدود ما كنت ما أنا عليه اليوم. إن حبهما ورعايتهما هما ما يجعلاني أؤمن بجمال الحياة وروعتها، وأدرك أن أثمن ثروة في هذا العالم هي أمي وأبي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.