عزيزي القارئ الواعي،
أهلًا بك في مقال جديد طلعت عليه شمسنا اليوم، فلا داعي لتعطيل تلك النصائح المفيدة ذات القيمة العالية، بإذن الله، لشهر ديسمبر، والمسترسلة بخواطر حقيقية تحمل في داخلها النصائح المفيدة لذوي الأوعية المرتفعة التي لها قيمة إيجابية فائقة الجودة في باطنها وظاهرها، التي لطالما مرَّت عليها نحو عدة ساعات فقط من فجر اليوم، وهي كالتالي:
أولًا: على الناحية الروحية (القلبية):
- تُلاحظ بين الحين والآخر أن نعمًا تتدفق في محيطك، يتلمسها قلبك بحدة وتركيز عميق، فهي حصيلة مجموعة من التحديات التي واجهها الشخص نفسه المتمتع بها في حياته. فلا تهدى الهدية (The Gift) من تلقاء نفسها؛ فلا بد من بذل الجهد والعطاء أولًا لخالقها، ثم يعود هذا بالتبعية على النفس وبحقيقة الأثر فيمن حولك، فيلاحظها الآخرون ويتمنون ما حصدته، ولكن دون عناء ودون تعب، ظنًا منهم أنك لم تسعَ جاهدًا في يوم من الأيام، وأنك أذقت المرار كثيرًا، وتعرَّضت لخيبات أمل كثيرة، وربما وصلت حد الأمراض المزمنة. ولكن الآخرون لا يعلمون ما خلف الكواليس.
- فالنصيحة تأتي إليك مهرولة اليوم فقط لتخبرك بأن النعمة مصاحب معها فتنة كامنة واختبار صعب، واختبار الثبات على الحق أينما وجد موقعه، وكيفما تناسقت ظروفه وتطورت الأحداث من حوله.
- فلا تلُم الجاهل على تمني النعمة (The Gift) التي بالكاد حصلت عليها، فهو يتمنى فقط ظاهرها، ولو علم باطنها لفرَّ هاربًا وتمنى أنه لن يدخل قط في منطقة تلك الهدية الباهظة التي لا تقدر بأموال الدنيا ولا بكنوزها. بل هي "الهبة" (Heaven Gift) التي لا يهبها إلا الخالق الوهاب، ولا يملكها إلا أصحاب الهمم والامتحانات الصعبة، المتنعمون بعون إلهي خالص.
- إذن فعليك أن تتقبلها أولًا، ثم تمررها داخلك، ثم تتمنى عدم زوالها، ثم تسأل حفظها، ثم لا تتحدث فيها كثيرًا، فالحديث قد يفقد قيمتها الحقيقية. فلا تستطيع التعبير عنها، فما دامت كذلك، إذن لا تتحدث! والعلامة تأتي إليك في: الآلة الموسيقية العتيقة.
- نصيحتك أيها القارئ الواعي الذي يملك القدر الكافي من الوعي، ولكن الظاهري فقط الذي يحكمه ظاهر السلوك فحسب: عليك ألا تنخدع ويشتد بك خوفك على أحدهم وهو القريب إليك. فالحظ رفيقه، والحفظ عنوانه، وبراءته هي سره الحقيقي.
- "الفطرة السليمة" والإلهام الحقيقي هما الحافظتان له من شرور من اتخذه عدوًا حتى دون علمه هو شخصيًّا! فالمفترسات تقابله ببهجة وتفارقه بابتسامة، وتسير خلفه خطوة بخطوة وفي ظله تقريبًا، لتتحرش به في عقر داره وهو مجلس الأمان لديه. عند ملاحظة هذا المشهد من بعيد، سرعان ما ترتعد خوفًا. ولكن القادر وحده على تقلب القلوب فتبديل الأحوال، ما هي إلا أحوال خير في خير. فلا داعي للقلق القلبي. "كن مطمئنًا" فالله يحول الأحوال من مفترس معتدٍ إلى مفترس حارس بين ليلة وضحاها. والنصيحة مكررة... والعلامة تأتي إليك في: اللون الأزرق.
- تترك خلفك أحدهم وتثق فيه ولكن دون أن تشعر، ودون وعي منك، تترك له العنان، فيستخدم الصلاحيات وفق ما نمي قلبه عليها (فأضعفها)، وانحدر بها في وعاء من الوعي ولكن المتدني.
- النصيحة تأتي لك مهرولة: لا تتخلَّ عن دورك تجاه نفسك، تتكاسل عنه وتتركه لغيرك، وقد دخل في محيطك قريبًا، ودون أن يحظى بثقة كاملة. فلا بد ألا تترك له العنان كاملًا؛ لأن الثقة مراحل حقيقية في عالم السلوك وهي المواقف.
- فسرعان ما تندم سريعًا! كن على وعي قلبي، ولكن بلطف مع نفسك أنت أولًا. العلامة تأتي إليك مسرعة في: منطقة الأمان الأولى، المنزل أو العمل أو كلاهما بنفس المكان. الحذر واجب، كلمة يتفوه بها أحدهم وهو صديق! وسرعة القرارات التي تخصك قد تفسد عليك كل شيء في لحظة واحدة.
وإلى مقال آخر -بإذن الله- نستكمل فيه ما بدأناه من نصائح ولكن في جانب آخر من الوعي...
شكرًا لك عزيزي القارئ لحسن المتابعة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.