استكمالًا لما في الخير بإذن الله لنصائح مفيدة لشهر نوفمبر 2024 من الناحية العملية وهي كالتالي:
- فن الطبخ من أهم الفنون التي جذبت عددًا من المهتمين مؤخرًا، فلا يوجد الآن من لا يتقن فن الطبخ، وهذا وفق دراسات متعددة. فثقافة المطابخ هي الطاغية في جميع الأحوال، فهنا مطبخ شامي، وهناك مطبخ غربي، ومطبخ عربي، وآخر مصري. فجميع الأصناف تتحد من أجل الحصول على أعلى درجات الاستحقاق، وهي في حقيقتها تتركز في (مقام القيمة الفعلية)، وهي قيمة الإنماء من الداخل، أي الصحة والترقي بالصحة سواء الروحية أو النفسية أو البدنية.
كل شعب لديه الكثير من الاستحقاقات التي لا تأتي إلا من إتمام عملية الطبخ وفق مستوى استحقاق أعلى، يبدأ بالنظافة، ثم طريقة الطهي، ثم الاستعداد النفسي والروحي للطباخ. الطباخ الماهر لا يقتصر على إعداد أدوات الطبخ فحسب، بل يمتلك الاستحقاقية في تقديم معتقداته وأفكاره وسلوكه في أجمل صورة، متجسدًا في (نوع الطعام) الذي يقدمه. فكل هذه العوامل تؤدي في النهاية إلى تقديم طبق شهي وصحي، وذو مرجعية نفسية وروحية وسلوكية متقدمة، تُعبِّر عن "حقيقة الإنبات أو الإنماء".
المعادلة كالتالي:
نفسية طباخ ماهر = زبون مستقبل جيد لأنه شخص واعٍ، متواصل مع ذاته على نحو حقيقي.
إذن: رأي سديد واستبانة واضحة وحقيقية، ما يساعد في تقدم منظومة المطبخ وفقًا لأي ثقافة.
رقم 4: هو الشعور بالتناغم من المحيط، ولكن على نحو واعٍ وصريح وحقيقي ورشيد. سبحان الذي أسرى بذاته وأرسى، سبحان الذي علَّم وأتقن كل شيء صنعه، سبحان الذي أرشد ووجَّه. فأي النجدين تبغي؟ أنت بنفسك الحقيقية. مقامك حيث أقامك وفق إرادتك أنت! تعلَّم لتجتاز، لتتقدم وترتقي، لا لتقف وتتعلق!
- التقمص العاطفي ينشأ عن الغافلين المتعلقين فقط. فإن تقمص شخص واعٍ، فلتعلم أن محيطه متعلق، ولا بد له أن يتقمص لحين الانطلاق من جديد. فلا تلمه، فهذه هي مهمته الحياتية! لله في خلقه شؤون! لا تقحم نفسك في إصدار الأحكام عليه أو معه، فقط كن مع الله فحسب، لتكن شخصًا واعيًا حقيقيًّا، مدركًا أن لكل شيء سببًا، ولكل منا رسالة مرفقة بأمر إلهي تحمل البداية والنهاية.
- صوت الغراب المصاحب لك، هو الموحد دائمًا، وصوت تجليات التوحيد داخلك. فهو الذي علم الإنسان الدفن وأرشده بعلم من خالقه، بأمر إلهي دون تدخل منه. كل مخلوقات الله هي جند تنفذ دون نقاش، تحت إمرة الآمر لكل شيء. فقد أرسله الله لك ليذكرك أنه القادر وحده على أن يعلمك دون وسيط. فهو المعلم، وهو أيضًا المرشد. سبحان من أرشدنا قبل أي مرشد، وعلَّمنا دون معلم. فهو المعلم الأول والآخر، وهو المعلم الظاهر والباطن.
- أنت في حاجة ملحة إلى أن تسكت جميع الأصوات المتعالية من حولك، بأن تصمت أنت أولًا، ليس باللسان فقط، بل بالعقل! أي من داخلك الحقيقي. عندما تصمت، يصمت كل من حولك فجأة، وتتجلى القيمة التي لطالما بحثت عنها. لن تستطيع الوصول إليها أو إدراكها وأنت تتحدث. فلا بد أن تصمت لتتعلم أن تنصت، (لتتعلم الحكمة الباطنية). عندها... تأتيك الإجابات مهرولة!
وإلى مقال آخر بإذن الله...
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.