خاطرة "أغلق عينيه للأبد".. خواطر حزينة

هل من الممكن أن تموت بعده؟  

هل من الممكن أن تموت بسبب فراق حب عمرها؟  

هل من الممكن أن تنظر في عينيه قبل أن يغلقهما إلى الأبد؟  

هل يوجد ألم أصعب من هذا؟ 

ذلك الممر ذو الأضواء الخافتة الكئيبة يشبه أضواء المصابيح الصغيرة ليلًا في وسط الظلام...  

انطلقت راكضة بلباسها الأسود، لعلها تجد أي أحد في ذلك المبنى التعيس لتسأله عن موقع الغرفة.  

كانت تجري وكأن لصًّا يلاحقها...  

تجري والذكريات كلها تلف حولها...

أرادت أن تعانقه مرة أخرى.  

أرادت أن تنظر في عينيه مرة أخرى.  

ما زالت تعيش على ذكريات الماضي...  

لم تحب يومًا ولن تحب غيره.

أكملت حياتها كل تلك السنوات وهي تعرف أنه ليس من نصيبها.  

ولكنها تعرف أيضًا أن قلبها لن يكون لأحد غيره. فقد أوجده الله لها، كما جمع بين آدم وحواء.  

كانت تركض وهي تبكي بحرقة، وتردد أنها سامحته على أفعاله معها.  

نعم، غفرت له، وما زالت تعشقه أكثر من الأول!  

دعت الله كثيرًا أن تراه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. 

وحين وصلت إلى باب الغرفة أخيرًا، توقف الزمن في عينيها.  

يدها المرتجفة دفعت الباب ببطء، وقلبها يئن بألف سؤال.

كان مستلقيًا هناك، وجهه شاحب، لكن ملامحه تحمل سلامًا غريبًا.  

اقتربت بخطوات مترددة، جلست بجانبه، ومدَّت يدها لتلمس يده الباردة.  

"أنا هنا... سامحتك... سامحتك على كل شيء."  

عيناه المتعبة فتحتا بصعوبة، كأنهما تحاربان الوقت لأجل لحظة أخيرة.  

نظرة واحدة، ابتسامة باهتة، وهمسة بالكاد سُمعت:  

"أحببتكِ دائمًا."  

اختنقت أنفاسها بالبكاء، لكنها تشبثت بتلك اللحظة كما يتشبث الغريق بخشبة في بحر متلاطم.  

عندها، أغلق عينيه للأبد، لكنه أخذ معه قلبها وروحها، تاركًا خلفه جسدًا يحمل اسمها.  

في تلك اللحظة، أدركت أن الحب الحقيقي لا يموت، حتى لو رحل صاحبه.  

بل يبقى حيًّا، يتنفس في نبضات الذاكرة، ويزهر في قلب موجوع، لكنه أبدي.  

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة