يعيش كل منا نحن بني الإنسان حياة مختلفة تختلف عن حياة ذاك الآخر..
لا تشبهها بشيء، وتختلف معها بالكثير، لا بل يعيش كل منا ازدواجية حياتين تختلفان عن بعضهما البعض بقناعة واقتناع لا مثيل لهما..
حياته الواقعية التي يمارسها ويتقنها بشكل أتوماتيكيّ ويسخط بها، وحياة أخرى على هيئة أمنية أو وهم يحلم أن يعيشه ويطبقه بشكل فرح إلّا أنه يعجز عن ذلك ولا يقدر عليه..
ويحمل كل منا في داخله بقايا عقدة الطفولة الكامنة وخربشات الماضي الحزينة، وصوره القاتمة، وإحباطات الشباب وشيئا من بصمة قاتل متسلسل يتمنى للحظات لو يقتل فيها الجهل، الفشل، والإخفاقات المتكررة، التي سارت بنا العمر كله..
هي حكاية الزمان الدائمة والحياة والماضي التي تلازمنا وتلتزم بنا حتى النهاية، ومن هنا تبدأ الازدواجية
في الحبّ المعرفة وحتى السلوك فمن نحن ومن نحن حقاً؟!
سؤال نسأله بشكل مستمر ومتكرّر وتعود الرغبة بتكراره وتكراره الدائم لعدم الرغبة بالرضى والشعور بها..
فيتحول صندوق يومياتنا الوردي شيئًا فشيئًا مع الزمن إلى صندوق أسود حاقدٍ غاضبٍ يحمل بعضًا من خيالاتنا
وظنوننا فيما مضى وفيما هو آتٍ..
فلا تظنن أن أحدًا منا يعيش بما يشاء، وكيفما يشاء، وبحسب رغبته الخاصة.. ولا تظنن أننا جميعا سالمين معافين..
بل إن الجميع اليوم دون تجاوزات أو استثناءات يمرر يومه وساعاته على ملل مرّة، وعلى ألم مرّات بصعوبة وتعب، ليصل لما يحلم أنه وصل إليه..
هي هي حالات التعب، القلق، والوجع النفسي، التي تتشبث بنا فتخنقنا وترافقنا بشكل مستمر وأبدي..
أين هي الوجهة، وكيف نعيش ونتشبث بقادم يلوّن لنا ما في صناديقنا السوداء، أو أفكارنا السوداء بلمسة أمل أننا سنعود لأفضل المتوافر لدينا لأفضل يقدر أن يغيّر ما بنا من ثقوب ندوب سوداء..
أحسنت الشرح والتعبير في وصف دقيق لما بعتمل في صدورنا وفي أعماق النفس البشرية وصورت الأفكار السلبية كسواد قاتم داخل صندوق النفس والشعور لأنها شئ مختبئ رابض بالدخل ويعشش في التفكير كالشئ المختفي في صندوق ثم ينعكس بسواد ه القاتم فينشب أظافره ومخالبه لتظل عالقة في النفس والأحاسيس والشعور, إنه تشبيه رااااااائع ووصف دقيق ملئ بالإحساس أشكرك عليه
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.