أتعبني النوم وأرقني السهر
وأنفاسي في ليلِ الحزنِ تحتضر
أمشي دروبَ الصمتِ في وحدتي
حيث السكون يكسو الروحَ والسفر
أسامر الليلَ، والصمتُ يحبسني
كأنما قلبي في البُعد ينكسر
أطيافُ ماضٍ على العيونِ تلوح
وذكرياتٌ من الأحلامِ تنحسر
يا ليلُ، قل لي، متى تنتهي غربتي
ومتى يعود الفرحُ، ومتى البشرُ؟
أهو القدرُ الذي يقسو بلا سببٍ
أم أنني من وجعِ العمرِ أعتذر؟
أتعبني النوم وأرقني السهر
أعيش في أحلامٍ لا تتوقف عن الظهور
كلما نظرت في ظلام الليل
أجدني تائهًا بين نجمٍ وقمر
أفكر في أشياءٍ لم أحققها
وفي أيامٍ مضت كنت فيها أسير
قد تهزمني الحياة بآلامها
لكن الأمل يظل شعلةً في أعماقي تنير
أطياف الماضي تعود تلاحقني
تجعلني أعيش بين الذكريات والألم
أبحث عن سلوى في صمت الليل
لكن صدى الحنين يزداد كالموج في البحر
إذا أغمضت عيني أرى حلمي يتلاشى
وإذا فتحتها أواجه واقعًا مرير
لكن رغم كل شيء، في أعماق قلبي
أظل متمسكًا بالأمل، لا أستسلم للتيار
فكل ألمٍ يمضي هو درسٌ للروح
وكل صبرٍ سيثمر فرحةً في الغد
سأواصل مسيرتي رغم كل الهموم
فالنور قادم، مهما طال الظلام
إن قسوة الأيام قد تصيبني باليأس
لكنني أؤمن بأن الصبر هو الدواء
كل جرحٍ ينزف هو جزء من الحياة
ويزيدني قوةً وإصرارًا على المضي قدم
سأظل أواجه الرياح العاتية بشجاعة
وسأمضي في درب الأحلام بثبات
فالأمل يشرق في قلب المتحدي
والصبر هو مفتاح الفرج والنجاح
وبينما أترقب طلوع الفجر من بعيد
سأنشد أغاني التفاؤل في ظلام الليل
فالنجوم التي تلمع في سماء الكآبة
هي دليل على أن الفجر قادمٌ قريب
أصارعُ الأيامَ والروحُ موجعةٌ
والحزن في عينيَّ بحرٌ، له مدر
يا ليتني ألقى سبيلًا لراحتي
أو ينتهي في ليل الأحزانِ هذا السمر
لكنني أبقى على وعدي، متعبًا
والنوم بعيدٌ، والسهرُ قد انكسر
قد ذابَ في صدري حنينٌ وأمنيةٌ
والروحُ تاهت، فلا نجمٌ ولا قمر
أبحثُ في دربِ العمرِ عن أملٍ
لكنّه بين جفوني باتَ يحتضر
سألتُ ليلي: أيا ليلُ، ما خبري؟
فأجابني الصمتُ، والصمتُ ما خطر
طيفٌ من الذكرى يزورني خلسةً
يجرُّ خلفهُ ما مضى، وما عبر
أعودُ للوراءِ أفتشُ عن عزاءٍ
أو لحظةٍ فرّت، منها القلبُ ما شكر
هل لي بصبحٍ يزيلُ عني أوجعي
أم أنني في ليلِ الأحزانِ أحتضر؟
قد كان لي قلبٌ أضاءهُ الفرح
واليومَ أضحى به الهمُّ يستعر
أيا ليلُ، قل لي كيف أنجو من وجعي؟
فقد أعياني الحزنُ، وأدماني السهر
أصحو وأمشي في دروبِ غربتي
حيثُ العيونُ في غفلةٍ، وأنا في قهر
أترقبُ الصبحَ لعلي أجد فرحًا
لكنَّه يأتي، والحزنُ قد حضر
ما عادَ في عيني للنورِ بهجةٌ
ولا بقلبي للسرورِ ما يُنتظَر
كلُّ الأماني تهاوت مثل أوراقٍ
تساقطت في الريحِ حينما انكسروا
قد مرَّ بي الحلمُ يوماً يبتسمُ
واليومَ أحلامي صارت بها عِبَرُ
أين السكينةُ؟ أين القلبُ مطمئن؟
وأين أيامٌ مضت حيثُ ما خطروا
أمضي وأطوي في الصمتِ أوجاعَ الهوى
وكأنما الدمعُ في القلبِ قد استتر
أصحو وأحلمُ أن ألقاكَ ثانيةً
لكنَّ بيني وبينك عمرُ ما عُبِر
يا ليتَ ليلي يبثُ الأملَ في خاطري
ويُرجِعُ الصبحَ، والنورُ ينتشر
فيا ليلُ، لا تتركْني أسيرُ وحدتي
قد أرهقني السهدُ، والروحُ تنفطر
إن كان لي في السهرِ نجوى تواسيني
فإني في صبري أذوبُ وأنتظر
كفاك يا ليلُ تكرارَ الملامِ عليّ
أتعبني الانتظارُ، والقلبُ يحتضر
فالليلُ يطولُ بلا فجرٍ يُريحني
والعمرُ يمضي، والسهدُ بي كفر
أمضي وفي صدري من الآهاتِ نارٌ
تشتعلُ في قلبي كأنها القدر
أحملُ على كتفي ليالي ثقيلةً
وأحلامَ طفولةٍ قد خطفها الكدر
أشتاقُ لصوتِ الفرحِ يناديني
لكنني أسمعُ الأنينَ إذ انتشر
أرنو إلى الغدِ، وهل في الغدِ موعدٌ
أم أنني في لُجَّةِ الهمِ أنحدر؟
طال انتظاري، وصوتُ الصبرِ يحرقني
يا ليتني أستفيقُ، والهمُ ينحسر
لكنني لا أزال أغرقُ في ليلِ الهوى
أبحثُ عن نورٍ، وما من أثر
تركتني الأيامُ في وحدتي أسير
والليلُ لا يهدأ، والسهرُ قد استقر
أحتاجُ في الدربِ يدًا تمسحُ دمعتي
أو قلبًا يواسيني إن ضاق بي القدر
أيا ليلُ، دعني أعودُ لحلمي القديم
حيث السعادةُ تزهرُ، والروحُ تفتخر
لكنني في صحوتي لا أرى سِوى
ليلًا طويلًا، والسكونُ قد اعتذر
سأبقى رغمَ كلِّ الأحزانِ صامدًا
وإن أضناني الحزنُ، وإن طالَ السهر
👍👍👍
تسلم ايدك شكرا لوجودك أستاذتي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.