"أحببتها بطريقة، تمنيت أن يحبني أحد بها"، لم أحبها كـشخص فقط، بل أحببتها كوطن لا أريد الانتماء لغيره". محمود درويش
يقول الدكتور شريف عرفة في كتابة إنسان بعد التحديث "إن التزامن بين المشاعر الإيجابية والسلبية يجعل الإنسان أكثر قدرة على تخطي المواقف الصعبة بفعالية بل إن الذين يشعرون بمشاعر مختلطة أكثر، تكون صحتهم الجسدية أفضل مقارنة بغيرهم".
بالتالي لا يمكننا أن نجزم ونستهين بألم فقدان الشخص، فحتى القرآن الكريم ذكر لنا قصة سيدنا يعقوب ورغم أنه كان يمتلك أولاد كثر، إلا أن عشقه لابنة سيدنا يوسف عليه السلام جعله يدخل في دوامة من الحزن سيطرت عليه.. ولكن ما الخطأ هنا؟!
أقول أنا أن المشاعر والعواطف والاحتياج الذي كان يمنحه هذا الشخص لشخص آخر يمكن أن يأتي من آخرين فيتوقف حينها إدراك هذا على الشخص الآخر، إما أن يتقبله وإما أن يرفض ذلك ويظل متمسك بما كان يقدمه الشخص معترفًا بأنه ليس كما الآخرين..
بينما يوجد من يتقبله، وما حدث في الماضي يبقى من الماضي، فنعم لن تتوقف الكره الأرضية عن الدوران ولن تنتهي حبات الطماطم من النمو وتجف البحار أو يتعاظم الاكتئاب عليه، فهي مسألة نسبية تمامًا بين شخص وآخر، ولكننا لا يجب أيضًا أن نتجاهل الحالة الأخرى التي فيها يرفض الشخص تقبل فقدان من أحب ولا يريد تلك المشاعر والعواطف إلا منه هو فقط حتى وإن كان الأربعة منها بعشر جنيهات على الأرصفة، لا أسميه ولاءً أكثر من أنها مرونة العقل في التكيُّف..
فعند هذا الشخص نعم قد تتوقف الحياة ويصبح كالنبات المذبول لا فائدة منه، يسيطر عليه حزن يعقوب، وقد يصاب بمرض من ألم فقدانه مثل ما حدث معا سيدنا يعقوب..
الحياة ليست سطحية كما يكتبون أحيانًا، مثال أبسط: يوجد رجل يمتلك محل خضراوات وأنا زبون عنده، فعند انتقال هذا الشخص أو وفاته قد أمتنع بعدها من تناول الخضراوات، هكذا الحياة أحيانًا عند مجموعة من البشر الذين يمسمونهم السذج رغم تفاهة المثال إلا أنها الحقيقة، فهنيئًا لمن لديهم المرونة في تخطي هذه الأزمات بخير، ولكن ليس عليهم الاحتفال بصوت عالٍ احترامًا لمن يعانونه.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.