عايدة عمار فرحات سبتمبر 2, 2023, 8:06 ص

خاطرة "أبقيك في داخلي".. خواطر وجدانية

أبقيك في داخلي معلنًا انهزامي، رافعًا رايتي البيضاء ترفرف على استحياء وتسطِّر أحرف استسلامي.

أحاول الانزواء والانطواء معًا، أحاول المرور والعبور، أحاول التجاهل والعته، أحاول التعافي والتشافي أحاول وأحاول بلا طائل..

في داخلي داستني وقرعتني نعال آلامك، ورمقتني نظرات أهوالك، وعذبتني أيامك.. تلك التي تتوعدني بأشد أنواع العذاب إن لم أراضها وأبادلها الغرام، وأنسلخ من عذريتي الصماء وأرضخ وأساوم.

أيامك الغر الميامين أحيانا تؤزني أزا، تأخذ بتلابيب وحدتي وتجمعني بها جمعًا، ترأف لحالي وتساير يُتمي المشرد والشارد، تحتال عليه من حيث رأى أو تكلم أو غاب أو تمرد.. فيعود المسكين باكيًا شاكيًا كطفل مدلل مذعن مسالم.

أبقيك في داخلي يا أملي المتوقد، يا لسان حالي الحائر، يا روعتي وخاطرتي وبوحي الثائر.

أبقيك في داخلي وأنا أحاول منك الهروب، وإلى أين يمكن أن تأخذني الأقدار، فأنت أنت، منك وإليك الحل والترحال العابر.

أبقيك في داخلي أتلفت، أتلعثم، أزمجر وأكشر عن أنياب يأسي وبؤسي ولا أتجرأ أن أقاوم أو أحاكم.

أبقيك في داخلي كلما أردت، كلما اغتضت، كلما تبرمت، كلما استدرت لأراك في براءة النائم.

أبقيك في داخلي شعلة ملتهبة تكوي وتحرق، وبنار الجمر تحثو على ناصية الميتم المتيم.

أبقيك في داخلي يا دهرًا تخلَّد وما أراد يومًا أن يغادر، أقام وأقام حتى المقام منه تزهد وتبرء.

أبقيك في داخلي يا مقلتي التي ما فتئت ترعد وتمطر، وتروي من لا يكفيه ماء البحر ريًّا وارتواء فقد أعياه التعب وأضناه الظمأ.

أبقيك في داخلي، أرجوك ابقَ قليلاً بعد، لا تغادر فتأخذني فلا أعرف إلى أين أجزائي تتوجه وتستميت في العد والجمع على أكثر من بعد.

أم إلى أين سأعثر عليك وعليَّ في كفة واحدة تأبى التنازل، وتصر على الشد والحفاظ على العهد.

أبقيك في داخلي وردة أدماها التعب، وتلقفها الحزن واحتواها التنهد، وزادت عليها المحن سوادًا ملتحفًا قد تسود.

أبقيك في داخلي ثناء واندثارًا وسحقًا ومحقًا لا يرحم.

أبقيك في داخلي يا مصيري المحتم وسيري الحثيث المنوم، وصحرائي الخضراء التي يومًا ما بها ألتم.

بقلم عايدة عمار فرحات

تماما كما في الصورة أضيء نفسي لأضيء للآخرين. رقم الواتساب: 213.798.63.09.92+

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

ايمان عمر المصري

سبتمبر 2, 2023, 9:34 ص

👍👍

أضف ردا