خاطرة "أبسط من البساطة".. خواطر شعرية

تنفلت الدنيا منك بكل بساطة
وحينما تكد بها يحدث الفرق.
فإن عجزت فيها، منك تبرأت
وكلما سقيت بها نفسك برفق
كشفت لك عن باقي أسرارها
كما الأيام حين تنبسط بالرزق.

فما يطيب حال إن زال حده
وويل لمن زاد عنده الحنق.
هي الحياة أنثى تلد أو تضع
بها أنت ذكر تحمي وتفتق.

فالمولود فيها كمعجزة الوجد
والراحل عنها يغيب كالغسق.
فمن اغتر بها سار إلى الجحيم
ومتأرجحة نفسك تحت أو فوقًا.

بسيطة هي الدنيا إن علمت
بروح آمنة إن لها لم تتملق
وأولى بك أن تورث اسمك
وألا تتماثل بها كالأحمق.

يطفو الكلام ذو المعنى عاليا
والزمن حكيم بها ينثر الأذواق.
من حاول زرع الخلد في فكره
عاش على سيرة البحث والخلق.

فيا مفسر الأحلام لغيره، اعدل...
فالمنية خاتمة للجد أو الطلق.
ما دهاك عن التوبة؟ لِمَ لا تستقيم؟
قدرك لك فيه حرية أو طوق.

بها على سجيتك أنت البارع
وما لك فيها إلا سبل السبق.
وأنت من قاوم الصبر بالصبر
وفي خلوتك يلج نفسك الضيق.

سر من دق الحب على بابه
وسار على دربه حتى الشبق.
فكفاك بها لغوًا ولهوًا ونومًا
عاجلًا أم آجلًا بيومك ستحلق.

ولا تقلق على ما قد سلف
ولو ما كان ظنك به نسق.
فسيأتيك بما لا لك به علم
البساطة أدنى درجات الأفق.

ومن تملكها نجى من الحقد
لو تعلم أن باب حظك الصدق.
وكل من تفاءل بالخير وجده
والعمر به لا يزدان إلا بالحق.

فإن قاطعت الرحم، تنكر لك الزمن
وما لك من حيل معه إلا العتق.