خاطرة "أبجديات الحب".. خواطر وجدانية

لو إذا ما كانت للخير فهي مجازة، ولو أن الحياة الأبدية الخالدة الرائعة تهدى لهديتها لك حتى لا تحزن ولا تشقى، ولو أنني أملك الراحة لقدمتها بين يديك حبًّا وطاعة ولأعطيتك الحب اسمًا وصفة وهبة ومكرمة، ولمنحتك الود كله، ولجعلتك لقلبي خليلاً ينمو ويعظم ويكون أكبر من هذه الفانية.

إنك الحياة لروح تستمد منك السمو والعز والفخر وكل ما هو مدعاة لأكون لك ملكة وملاك حورية الحوريات وسعادتك اللامتناهية وكل ما هو يكينة وسلام وسناء، وحتى لا تعتقدن أنني سراب انظر إلى قلبك تراه في نظرات عينين لا ترى إلا أنت ولا تنصت إلا إليك..

كلي مسخر ليكون تاج وصولجان، وتكون أنت الدرب والمقاصد والغايات والمراكب والسفر والترحال بين الكواكب والنجمات، ألتمس ظلك، وأهتدي بنورك، وأصحو لرؤيتك، وأغفو مع كلماتك.

وكلي جواهر وكنوز ومعي معين لا ينضب ولا يجف برضاك وحبك، فلا خابت نفس محبة لك، ولا ذاقت بصحبتك إلا العسل والشهد، وتحول معك الليل إلى نهار، والعمر بات أعمارًا والسواد كله صار أنوارًا، ولذا تراني دائمة الرضى والابتسام، وأترفع عن كل الأحوال لقد بلغت سدرة تبشرني بدوام حالي وبمكاني الجميل ورتبتي العالية، وأنه ليس من وفود أحلامي ولا من إشارات خيالي، ولا حتى من أمنياتي، إنه يقيني واعتقادي ولأنك توأم مكرمة هدية الرحمن مداد معاني كلمات أخطها وأزين بها القلوب والعقول لك المنة ولله الحمد على وجودك وأكثر..

مداومة على الباقيات الصالحات، وبعدها الصلاة على النبي وبعد كتابة الحب والجمال وبإبداع وبلا تردد ولا لحن؛ لأنك أنت القلم وأنت القارئ وأنت الحبر للدواة.

ولك من يومي صباح مشرق، ومن عمري صبا دئم غير خاضع لمرور الزمان، ولا يصيبني بالعجز، ولا تشيب ناصيتي، ولا تقترب مني التجاعيد.

روح متجددة راضية رائعة، نفس بلا متكأ ولا انحناء ولا حنق ولا بكاء، وجه الصباح وانعكاس لحضورك الجذاب الخلاب.

بلا مشقة ولا سعي كل ما كان هو أنك القدر، الذي إذا ما حاول أن يتبدل يزيدني قناعة أنه فرض وواجب، وأنه لي شمس تتبختر تنير حياتي، وتقدم لي شهاعاتها سطور قصيدتي التي لا نهاية لها، وما زلت أنظم سطورها وأبدع كل يوم أكثر..

سلام عليك وتحايا جسام كلما هبت النسائم وحملت إليك عبير الرسائل، وعانقتها عينيك، وتلاها وتينك، وصدقت عليها أفكارك، ووافقتها يمينك.

وهي شهادة أنني تركت خربشات قلمي وبلغت مرحلة التصميم والثبات وعن حب ووداد كل معاني والكلمات.

قسمًا بالذي خلق الأكوان لا يدخل إلى قلبي السرور إلا لحظة انشقاق الفجر، وانبلاج الصبح، وشروق الشمس، ولو أن السكون تقطعه تغاريد الأطيار والجو يلامس البرودة منذ الأسحار، ولكن في حرم النور يليق بالإحساس الصحو، وتستحق الأقلام التمايل فوق السطور لتخط المشاعر المعطرة بأنفاس يوم جديد أكرمنا الله فيه وبعد ليل طويل.

التناغم بين الوجدان وبين الأضواء وحضور عرس الشعاعات الجماعي على خمائل الورود والأزهار وأوراق الأشجار بخشوع، وعن يقين أن البواكير أجمل الأزمان وأفضلها للقيام بالاحتفال وبإنجاز العقود.

والتي فيها بنود تتزامن مع كل واجب وحق وعمل وسعي.

ويبقى للمرء أصغريه وأكبر ما يشغل باله وهو ارضاء ربه بكل همة في دروب الحياة الدنيا، ولو كان الطريق قصيرًا، ولو كان سفرًا من بلد إلى آخر ليس مُهمًّا بقدر النوايا التي هي الأصل والمرام، وعليه واجب جمع السهام كي نلعب مع حروفنا لعبة السداد ونسطر ما في قلوبنا، ونترجم أحلامنا وأفكارنا إلى مضامين تسهب وتوجز معاني أن نكون إنسانًا وأن نرتع في الطبيعة ومع انعكاس الأضواء وتبدل الألوان..

إنها ساعات للإبداع والبداية والنهاية رسائل ضوئية للقلوب المشرقة البهية الساطعة في حياتنا والمشرقة دائمًا في فضاءاتنا.

هي من يليق بها أن ننظم جنودًا وحسودًا من الأشعار وننثرها فوق الجبال والبحار ليبلغ صداها أنحاء الأرض، وتبقى آثارها تتردد على كل لسان بالتواتر وبالإنترنت بالزاجل وبالحواسيب.. الأمر بالحب سيان لأن جوهره باقٍ بقاء الوجود والآلية قيد التجدد والنبض يصل قبل الكلمات والتلاوة يسبقها اليقين والتصديق للشعور، وما القراءة إلا للتأكيد وهو ليس لغزًا ولا أحجية ولكن هنا الحقيقة كأنها أسطورة.

كم من خطاب ورزم من المغلفات عبر العصور انتقلت من الشرق إلى الغرب وبالعكس، ولتؤكد أمرًا مؤكدًا أن للقلب رسول وللكلمة مفعولها المطلق، وإن كان في بعض الأحيان مؤجلاً.

الأهم أن مجرد أن تحمل الرسالة يتبادر إلى وتينك المرسل وما أرسل ومن حبيبي الغالي إلى لقاء قريب وما بينهما أكثر من جمل ومرادفات ما تحمله الكلمات رسالة حياة.

جبران ومي النموذج الحي على أن المشاعر تحطم الحدود الجغرافية وتجعل من الكرة الأرضية وطن واحد.

كأنها نسمات صيفية تهدئ النفس وتجمل الملامح وتجبر المحبوب على الفرح، ولو كان في عرين الحزن وبين براثن الألم تحرره من التعب وتهديه العلاج من العلل، فكل ما في الورقة كلمات صحيحة وإن جاءت بحروف علة.

ويحق للعاشق أن يخترق القواعد ويصقلها بحسب ما يراه شاهده من أساليب التبيان والشرح عن الشوق والوجد وما يتهجد به القلب للخليل من الحب والود، وترى أروع الكلمات كأنها لآلئ براقة بيضاء لامعة ناصعة منثورة ومكنونة بعرف الهوى، كل رسالة محررة يقابلها رسائل مخفية فيها من البلاغة ما لم يفصح عنه ومن البيان ما يجعلها استفهامًا..

ومن البدايات حكايا لم تنتهِ وما زالت تردداتها شاغلة الناس... يا أيها القلب المفتون بجمال المعشوق كن عاشقًا بجنون، واعتمد قلبك مكانه فلا خاب من اعتمر بقلبه وسار وراء ما يمليه عليه فؤاده..

مع الحب، القلم يجود بخيرات الطيبات واللسان يتنزه عن الهنات والعالم يختصر بالغزل والمديح والإطراء.

وهل أروع من نغمات تغذي الحواس والإحساس! وهل أجمل من لوحات مزخرفة الألوان تزيننا وتجملنا لنصبح كالطيف نختطف وجودنا ونجعله رائعًا في لحظات، والجميع ينظرون إلينا بسرور ويتمنون لنا التكرار..

الثرثرة تصبح سكوتًا والحركات سكونًا، نحن في حضرة الحب والمحبين وما بهم وما لهم من أسرار وأخبار، والافشاء حلال لنتعلم دروس في الحياة، ونرتقي ونسمو وننشر الفرح في كل مكان وزمان.

لطيفة خالد مواليد لبنان طرابلس ١٩٦٤ كاتبة ولها أكثر من عشرة إصدارات نشرت ورقيا والكترونيا وهي عضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين ومن مؤلفاتها أنا وقلمي في صور من الحياة .وذات الرداء الأبيض.لحظات هاربة.رجل من هذا الزمان.أبناء الشمس.أوراق الياسمين. اللؤلؤ المنثور. الكلمة الأخيرة.قلمي والنون.روفان.دمعات على خد الزمان.غزل البنات.قوت.قبلة الحياة. وهي عاشقة للغة العربية قلبها قلم ووتينها دواة .وطنها الجمال والابداع.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
مايو 29, 2023, 11:19 ص - محمد عبد القادر نوفل
مايو 29, 2023, 10:53 ص - عبدالمجيد ايت اباعمر
مايو 29, 2023, 9:50 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
مايو 29, 2023, 9:20 ص - ايمان عمر المصري
مايو 29, 2023, 8:26 ص - أيسل حسن قيطة
مايو 29, 2023, 8:01 ص - أيسل حسن قيطة
مايو 28, 2023, 7:53 م - وليد فتح الله صادق احمد
مايو 28, 2023, 2:19 م - نيفين عوض الله دميان
مايو 28, 2023, 12:25 م - اروى عماد شحادة
مايو 28, 2023, 8:06 ص - محمد عبدالكريم قاسم مصلح
مايو 27, 2023, 8:47 م - سيرين حسين سعيد
مايو 26, 2023, 7:22 م - عصام أحمد عبدالله عياد
مايو 26, 2023, 11:24 ص - أميرة محمد المحيميد
مايو 26, 2023, 10:39 ص - يارا فائز يونس
مايو 25, 2023, 12:55 م - مني حسن عبد الرسول
مايو 25, 2023, 9:26 ص - رشا يوسف علي
مايو 25, 2023, 7:41 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
مايو 25, 2023, 7:13 ص - محمديزن الياسين
مايو 24, 2023, 8:11 م - اسماعيل على لطفي محمد
مايو 24, 2023, 3:02 م - محمد أمين العجيلي
مايو 24, 2023, 2:46 م - نيفين عوض الله دميان
مايو 24, 2023, 11:13 ص - اسماعيل الخضر
مايو 24, 2023, 10:25 ص - نيفين عوض الله دميان
مايو 24, 2023, 9:47 ص - عائشة صلاح الدين
مايو 24, 2023, 7:57 ص - احمد ايت علال
مايو 23, 2023, 12:27 م - اسماعيل الخضر
مايو 23, 2023, 11:54 ص - محمد العيادي
مايو 23, 2023, 9:17 ص - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 22, 2023, 8:46 م - نيفين عوض الله دميان
مايو 22, 2023, 8:39 ص - عبدالشافى هلال
مايو 21, 2023, 4:42 م - ياسر عبدالحميد محمود سلطان
مايو 21, 2023, 11:53 ص - محمد بخات
مايو 21, 2023, 11:41 ص - مدبولي ماهر مدبولي
مايو 21, 2023, 9:30 ص - أميرة محمد برغوث
مايو 21, 2023, 8:29 ص - مني حسن عبد الرسول
مايو 21, 2023, 7:57 ص - أميرة محمد برغوث
مايو 21, 2023, 7:50 ص - محمد بخات
مايو 20, 2023, 7:15 م - محمد بخات
مايو 20, 2023, 7:07 م - عايدة عمار فرحات
مايو 20, 2023, 2:33 م - ياسر عبدالحميد محمود سلطان
مايو 20, 2023, 9:36 ص - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
مايو 20, 2023, 8:27 ص - لطيفة محمد خالد
مايو 20, 2023, 8:06 ص - محمد سيد عبد الفتاح
مايو 19, 2023, 9:11 م - محمد الحقاوي
مايو 19, 2023, 8:20 م - شيرين زين العابدين
مايو 19, 2023, 7:42 م - عبدالمجيد ايت اباعمر
مايو 18, 2023, 10:31 ص - اسيل ممدوح لمع
مايو 17, 2023, 11:46 ص - جوَّك آداب
مايو 17, 2023, 9:29 ص - أميرة محمد برغوث
مايو 17, 2023, 9:20 ص - اسماعيل على لطفي محمد
مايو 16, 2023, 7:20 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
مايو 16, 2023, 5:02 م - لطيفة محمد خالد
مايو 15, 2023, 8:39 م - احمد عزت عبد الحميد محيى الدين
مايو 15, 2023, 5:34 م - زبيدة محمد علي شعب
نبذة عن الكاتب

لطيفة خالد مواليد لبنان طرابلس ١٩٦٤ كاتبة ولها أكثر من عشرة إصدارات نشرت ورقيا والكترونيا وهي عضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين ومن مؤلفاتها أنا وقلمي في صور من الحياة .وذات الرداء الأبيض.لحظات هاربة.رجل من هذا الزمان.أبناء الشمس.أوراق الياسمين. اللؤلؤ المنثور. الكلمة الأخيرة.قلمي والنون.روفان.دمعات على خد الزمان.غزل البنات.قوت.قبلة الحياة. وهي عاشقة للغة العربية قلبها قلم ووتينها دواة .وطنها الجمال والابداع.