خاطرة أأنتم مثلي؟

أأنتم مثلي أم ماذا؟

تبتسمون رغم صعوبة ظروفكم ..

تتفاءلون رغم قسوة يومكم..

أكلكم مثلي أم ماذا؟

تتشاجرون مع أنفسكم..

تعاتبون وتتأنبون في كل مرَّة جلستم بقرب أرواحكم اللطيفة..

أأنتم مثلي أم ماذا؟

ما ترغب به قلوبكم تعاتبكم عليه عقولكم؟

لطالما كانت المعركة بين قلبي وعقلي ملتهبة..

ولطالما عقدتُ العزم أن أعقد الصلح بينهما لكنني فشلت في هذا..

أأنتم مثلي أم ماذا؟

كلَّما خلوت بنفسي عاتبتها فعاتبتني..

كلَّما خلوت بنفسي مسكت قلبي، وقلت كفَّ يا قلب عن رمي السهام فإن أنين الحجا ثائر..

آه يا فؤادي، أتعبني سذجك وكأنك آمر..

آه يا قلبي، أشعلت رأسي شيبًا واللب لغبائك حائر..

ويلك ألن تستقم فإنك ولله جائر!

أأنتم مثلي أم ماذا؟

لطالما أردت الصراخ بقوَّة حتى ينقطع صوتي..

لطالما أردت أن أصرخ حتى تتمزَّق ضلوعي..

أأنتم مثلي أم ماذا؟

لا أحد يسمع انكسار قلبي.. 

ولا أحد يرى حطام نفسي.. 

أكلكم مثلي أم ماذا؟

لطالما حاولت جمع شتات نفسي..

وإخفاء الحزن والضعف وراء تلك الابتسامة الكاذبة.. 

لطالما تجنبت الأسئلة عن أحوالي..

لماذا لم تتحدثي طول الطريق.. 

ألا يعلمون أن الصمت هو لغتنا، وأننا لا نحتاج إلى حديث طويل، بل صمتنا ذاك هو نصف كلامنا..

أأنتم مثلي أم ماذا؟

أبكي قهراً أثناء الليل، وأنهض متأملة غداً أجمل، فتصيح الأيام بحوادثها وتغرس في قلبك سيف الأسى لتجعل منك حطاماً.

أأنتم مثلي أم أنني وحدي؟ أم ماذا؟

ولكن قد قيل:

دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء، ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء.