خاطرة "آيات الجمال".. خواطر وجدانية

يمكن أن ترى كل شيء جميلًا في الحياة، إذا أردت ذلك، عندما تمضي بخطوات ثابتة على الأرض دون عجلة لأنك تريد أن تستمتع بالطبيعة الخلابة. وحينئذ تشعر بالانسجام الداخلي يغمرك من الداخل، ويزيح عنك كل ما يمكن أن يعكر صفاء الحياة حينما تشعر بالانتعاش والحيوية.

ولأننا نعشق الأحزان فلا نترك فرصة إلا ونشتكي ضيق الرزق، ضيق النفس، ضيق ذات اليد، وإذا وجدت شخصًا يبتسم تتعجب لهذا التصرف الذي أصبح غريبًا عنك.

كل شيء بدأت تعهده غريبًا عن الحي الذي غلبته التنهيدات ورفرفت على أسطحه الرايات السوداء. إذا وجدت هذا أمامك اترك المكان حتى لا تصاب بالعدوى؛ لأن الفرح عدوى والهموم عدوى.

لا بد من هجرة هذا المكان الذي عشش فيه البوم الذي صاحت فيه الغربان بصوتها الذي يزيد من تشاؤمنا لأنها لا علاقة لها بتصرفاتنا، ربما هي تغني فعلًا ويُمثل صوتها لنا نشازًا، لكنه يمثل للغربان البهجة والحياة الحرة. لكننا نحن الذين نقسم كل شيء ونقيسه وفقًا لرغباتنا دون أدنى اعتبار للمخلوقات الأخرى.

لا بد أن نعطيها مساحة من حرية التعبير عما تشعر به دون تدخل منا، لأننا نحن الذين تدخلنا في إفساد البيئة من حولنا، وغيرنا كل شيء باعتبار أننا نحن البشر أرقى المخلوقات التي خلقها الله تعالى.

لكن للأسف، ما نفعله يتناقض مع هذا الرقي المزعوم، والتخليق والابتداع وصناعة الفناء للكائنات الأخرى، لأنها كائنات شؤم، وتجلب الفقر والخراب، مع أنها في حالها تأكل ما يكفيها من الطعام الذي هو ما يراه الإنسان غير صالح لتناوله، ومع ذلك نُعدُّ أنفسنا نتفضل عليها مع أنَّها تخلصنا من الحشرات الضارة وربما القوارض، أو مخلفات تسهم في انتشار الحشرات.

دائمًا ما نلقي اللوم على الكائنات الأخرى، ونتهمها بأنها المسؤولة عن التدهور في كوكب الأرض مع أننا مثلها نسهم بصورة أو بأخرى في هذه المسؤولية. لكننا نرى أن الإنسان هو الأرقى في كل شيء لأنه صاحب الفكر والعقل، وبذلك نرى أن هذا الإنسان يصح فقط، فهو الذي عبد الطرق، وهو الذي زرع الشجر، وهو الذي بنى المدن وسخر وسائل الطاقة المختلفة.

لكن هذه الكائنات الأخرى تركت الغابات وغيرها من الصحاري والقفار وجاءت لتزاحم الإنسان السكن في المدن، وبذلك انتهكت ما صنعه الإنسان دون استئذان وعربدت، ولذلك فإن ما يفعله الإنسان ضدها من قتل وتدمير حق مشروع له. مع أنها أرادت بعفوية أن تكون صديقة للإنسانية، لكن لم يسمح لها البشر بذلك، وتصرفاتها لا إرادية.

والإنسان الجشع يتمادى بقسوة في فرض سيادته على كل شيء، مستمتعًا بسلطانه ونفوذه، ولا يكتفي بذلك، بل يلجأ للمواد الكيماوية الضارة التي تنهك الكائنات المسكينة بلا رحمة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة