لكل من يعاني بصمت، وحوله حدود من الحرمان والإحباط، أخبرك أنك لن تكون الشخص الذي أنت عليه عندما تخرج من تلك الدائرة المثبطة لك..
ستكون مثالًا ونموذجًا ستعجز عن تصديقه لاحقًا، فقط غادر بصمت واعمل وجاهد لتكون أنت..
فعلًا بعدما اقتنعت من هاته الفكرة تيقنت أخيرًا أنني وبعد عناء طويل في البحث عن الراحة والسعادة داخل محيط كنت أعتقده الأنسب لي..
لأنني وجدتُ فيه من أحب أو سعيت وراء ما أعتقد أنني أحبه، أو الخوف من تجربة شيء خارج الاعتياد أو الخوف من التغيير والأفكار السلبية، التي تراودنا عن الإحباط بعد التغيير..
فعلًا قد تكون هذه بعض عوامل البقاء في دائرة الراحة، التي أغلب الناس غارقون فيها، وللأسف لم يسمحوا لأنفسهم باكتشاف الحياة حولهم، والبحث عن ذواتهم ومعرفة الوجه الحقيقي للحياة وليس الاعتيادي.
يشتكي كثيرون من سوء القدر، ويأسفون على وضعهم، وليسوا راضين عنه، ويزعمون الضعف، وأنهم لا يملكون حلًّا آخر، كل هذا ناتج عن الخوف..
الخوف من التغيير وخوض تجربة أخرى في البحث عن الراحة بعيدًا عن محيطه المعتاد أو خارج دائرة الراحة، التي اعتاد على وجوده فيها، فالخروج منها للأقوى..
الذي يمتلك الإرادة والثقة بأن النجاح يحتاج منا إلى خوض التجارب والتحديات؛ لأجل تحقيق أهدافنا والبحث عمن نكون، ولِم خلقنا..
لِم البعض استطاع أن يصنع من نفسه معجزة وخلد اسمه، بينما نحن مثل باقي الناس، لا فرق بيننا سوى في الملبس والمبيت، لم خلقنا؟
هل لنعيش في نفس دائرة السلف، ولا نحرك فيها ساكنًا ونجدد لنبدع؟
أم لنصنع من تلك الدائرة محيطًا جديدًا يقدس العلم، ويسعى لنيل أعلى المراتب سواء الأخلاقية أم الثقافية أم العلمية وغيرها من المجالات التي تزيد الحياة ازدهارًا، نحن ورغم تعددنا نتميز بأسلوبنا وتطلعاتنا، لكل منا بصمته، فلم لا نتميز أيضًا بما نبدعه؟
دائرة الراحة ببساطة تثبط العزيمة وتقتل المواهب ولا تحرك ساكنًا فيك، طالما أنت تخاف من التغيير وترضى بأسوأ حالاتك خوفًا من تفاقم أوهام المشكلات فيك فلن تتغير..
ستبقى دائمًا تعتقد أن ما أنت فيه خير لك من تغيير قد يؤذيك أكثر أو يزيد الطين بلة، هذه الأفكار السلبية التي تحدك من المضي قدمًا سبب فشل كثيرين في الحياة..
لأن الناجح قبل أن يعلق وسام النجاح ضحى وخسر وانهار وتألم قبل أن يصل أخيرًا لمرتبة الناجح النبيل، صاحب العزيمة والإرادة الجبارة..
من ترك الراحة بحثًا عن العمل الشاق، من صبر ليصل، ومن اعتزل ليبدع، ومن تفاءل لينال، أنت وأنا كلنا مطالبون بالعطاء، فنحن ميزنا الله بعقل فكيف لا نستطيع النجاح والإبداع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.