الإمام: لا تشغل بالك يا بني بالأمر، وسلِّم نفسك لله ليتولى عنك الأمر، فإن كان خيرًا فبه تُسر، وإن كان غير ذلك فلا مفر.
حسام: وماذا عن الدعاء؟
الإمام: في الدعاء يكمن السر.
حسام: أوصني يا إمام.
الإمام: عليك بالليل، ففي الليل يكمن السر.
حسام: سلام الله عليك.
الإمام: وعليك يا بني السلام.
اقرأ أيضًا: قصة "خادم سليمان".. الجزء الثامن
المشهد الثالث والعشرون
بيت هشام
الأم: يا بني قم حتى لا تنجذب.
هشام: يا أمي اصبري قليلًا.
الأم: أراك تهتز يمينًا ويسارًا، وكأنك ترقص، أهذا هو الذكر؟!
هشام: رأيتهم يفعلون ذلك، يبدو أن في هذا الاهتزاز سرًا.
الأم: يبدو أنك لن تقوم إلا بالضرب، وتحضر العصا، وتندفع نحوه.
هشام وهو يجري: والله لو وصلت إلى الاسم لن أطلب لكِ به شيئًا، ويجري من أمامها.
الأم: لما تصل يا روح أمك اطلب لنفسك الشغل.
يظهر في الأفق شيطانان ويتحدثان معًا
الأول: انظر فيم يفكر خيال هذا الشاب.
الثاني: نعم رأيته، لا يفكر إلا في نفسه ودنياه.
الأول: يريد أن يصل بآخرته إلى دنياه، هيَّا ضيِّق فكر الآدمي.
الثاني: وماذا سنفعل معه؟
الأول: سنفعل له ما يريد أو يزيد، فانتظر حتى يبدأ في ذكره مرة أخرى.
الأول: - في نفس هشام-: أمك لن تتركك تذكر صباحًا، فانتظر حتى تنام ليلًا ثم ابدأ في ذكرك.
هشام: - ويظن أنه يحدث نفسه – نعم هذا هو الحل، فقد قال الشيخ: الذكر أفضل بالليل، وليس عندي صباحًا أي شيء، وقد أصل إلى ما أريد قبل أسبوع. ويخرج هشام من البيت.
اقرأ أيضًا: قصة "خادم سليمان".. الجزء السابع
المشهد الرابع والعشرون
أمام البيت وهشام يلتقى بحسام
هشام: كيف حالك يا حسام؟
حسام: الحمد لله حصلت على عمل، وبطريقة غريبة.
هشام: قوَّاك الله، ووفقك للعمل.
حسام: وأنت ما الذي أخرجك من ذكرك وخلوتك؟
هشام: ضربتني أمي.
حسام: يضحك، كان الله في عونها وعونك، سأذهب إلى الإمام في الزاوية وقت العشاء، فهل تأتي معي؟
هشام: إن شاء الله سآتي معك، فأنا أيضًا أريد أن أذهب إليه، إلى اللقاء في صلاة العشاء.
ويذهب كل منهما في اتجاه.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.