هل فكرت يومًا كيف استطاع التمساح البقاء حيًّا مع أنّ الديناصورات انقرضت؟ التماسيح التي تنتمي إلى الفصيلة نفسها، عاشت عبر العصور حتى يومنا هذا، يتميز التمساح بصفات جسم قوية وصبر استثنائي، فيمكنه مراقبة فريسته لوقت طويل قبل أن ينقض عليها بسرعة البرق من الماء.
تابع معنا، عزيزي القارئ، لنتعمق في عالم التماسيح، ونكشف بعض المفاهيم المثيرة عن هذا الحيوان المدهش.
صفات التماسيح وطرائق تغذيتها
حيوان التمساح من الحيوانات الزاحفة التي تستطيع الزحف في الماء والزحف على اليابسة، وتستطيع أيضًا أن تسبح في المياه المالحة والمياه العذبة، بسبب تأقلمها على هذا منذ قديم العصور.
حيوان التمساح له جلد مقشر كثيف، وله ألوان عدة كثيرة، وهذا الجلد مغطى بطبقات محمية تزوده بدرع حماية من الافتراس، وهذه الطبقات صفائح من العظام سميكة، تحمي جسمه من الجفاف فتغذيه بالماء الرطب.
يتميز التمساح أيضًا بأسنان قوية جدًّا مدببة، تعطي شكلًا مخروطيًا؛ السكاكين المدببة، يمكنها أن تفتت عظام إنسان في أقل من ساعة.
التمساح كونه من الزواحف المفترسة فقد استطاع أن يجيد طرائق الخداع والدهاء مع الفريسة التي تأتي أمامه، لكنه يميل دائمًا إلى ساحة المعارك داخل المياه، وليس اليابسة، وذلك باستخدام التمويه للفرائس، وأحيانًا يعد لهم كمينًا داخل المياه، ومن أكثر ضحاياه الغزال والحمار الوحشي.
التغذية والتكاثر
التمساح يستطيع أيضًا افتراس ضحاياه في اليابسة بإعداد الكمائن لهم، فإنه يختار له مكانًا معينًا ممتلئًا بالحشائش، ويختبئ داخله، وعندما تأتي الضحية يفترسها سريعًا، ولا يعطيها مجالًا للهرب منه، وعلى الرغم من حجمه الكبير الثقيل الذي لا يعطيه السرعة في الحركة والأداء، فإنه ينقض على فريسته سريعًا.
يعد التمساح من الحيوانات آكلة اللحوم، وتختلف طرائق تغذيته، فإنه يتغذى على جميع الحيوانات والثدييات، وبعض الطيور، يستطيع أيضًا البقاء حيًّا مدة طويلة من الوقت، دون أن يأكل أي شيء، ويعد من الحيوانات ذات الدم البارد.
يتواصل التمساح مع أبناء جنسه باللمس والرائحة، وتوجد أيضًا طرائق أخرى كثيرة، وعلى الرغم من أنه لا يمتلك صوتًا كباقي الحيوانات، فإنه يستطيع التواصل مع باقي سلاسته بإصدار أصوات تسمى بالهسهسة وأصوات السعال.
يعد التمساح من الحيوانات الثقيلة في الحجم، ما يعيق حركته، ويجعله بطيئًا في الركض لكنه يستطيع السباحة في المياه بسرعة كبيرة جدًّا، قد تصل إلى أكثر من 30 كم في الساعة الواحدة.
يمكنها أن تتكاثر جنسيًا، ويحدث ذلك عن طريق تغيرات في شكل الجسم، وبعض الإشارات الكيميائية التي تفرزها من جلدها.
فوائد التماسيح للبيئة والإنسان
حيوان التمساح لديه جهاز هضمي مثل الإنسان، يحارب هذا الجهاز البكتيريا والفيروسات التي تصيب البطن، ولهذا فقد ميزت التماسيح بأنها ذات الاتجاهين؛ اتجاه يحارب البيئة بافتراس الحيوانات والمخلوقات جميعها التي تأتي أمامها، واتجاه آخر يحمي البيئة، وذلك للتوازن الذي توفره التماسيح في البيئة.
التماسيح إذا انقرضت في الحياه مثل الديناصورات سيحدث خلل في التوازن البيئي المطلوب؛ لأنها تفترس الحيوانات جميعها التي قد تمثل خطرًا على الإنسان والبيئة، وفي الوقت ذاته تكتسب غذاءها من هذا الافتراس، وكما ذكرنا في سالف الذكر أنها تستطيع العيش أطول مدة ممكنة دون طعام.
التماسيح هي من الحيوانات العدوانية آكلة اللحوم؛ مثل: الأسود والنمور وغيرها من الحيوانات المفترسة، لكنها تتميز بصفات أخرى عدة؛ مثل: تكيفها مع البيئة التي تعيش بها بسبب ثقل حجمها الكبير، وأيضًا بسبب أنها تستطيع الركض في المياه على نحو سريع جدًا، وهذا ما يميزها عن غيرها.
تكيفها مع البيئة
نستنتج من هذا أن التماسيح على الرغْم من أنها حيوانات زاحفة شرسة وآكلة للحوم؛ فإنها استطاعت أن تثير جدلًا بين الحيوانات في عالم البرية الشرس؛ لأنها اعتادت أن تغير دائمًا من نشاطها وسلوكها مع الحيوانات، ويرجع هذا إلى تكيفها مع المناخ والبيئة المحيطة بها.
التماسيح مع أنها ليس لها صوت؛ فإنها من الحيوانات التي تستطيع أن تسمع وترى ما يحدث حولها، ولديها حدة بصر قوية جدًّا، يجعلها تتفوق على غيرها من الحيوانات، وعلى الرغم من حدة بصرها فإنها أيضًا في بعض الأحيان قد تكون معرضة لخطر الافتراس من الحيوانات الأخرى؛ مثل: النمور أو الأسود.
التماسيح تختار دائمًا مكانًا لها مخصصًا لتختبئ بعيدًا عن الأعداء حتى تتكيف مع البيئة والمناخ الموجود في هذه البيئة، وإنها تجهز بعض الكمائن للأعداء عندما تجد الوقت المناسب للحيوان الذي تريد افتراسه.
في ختام هذا المقال نقول إن حيوان التمساح له القدرة على أن يتكيف ويعيش في الأمكنة التي تزورها سواء كانت أنهارًا أم بحارًا، وإنها أيضا تستطيع العيش مع الطبيعة وتتكيف معها بالسبل كلها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.