حين تحدت الإرادة شهادة الوفاة

رحلتنا لا تزال في بدايتها.. من حكاية إلى أخرى نطارد ظلال الأرواح ونسمع أنين الأزمنة الغابرة وهذه قصتنا اليوم....

ليست كل الحكايات ظلامًا وسكاكين، أحيانًا قد تكون الحكاية عن نجاة غير مفهومة، عن لحظة كادت أن تكون النهاية، لكنها انقلبت لبداية جديدة، اليوم نحكي قصة حقيقية حدثت في مصر لكنها تشبه الأساطير التي نرويها على مائدة الليل.

في إحدى قرى محافظة البحيرة (عام 2008) دارت أحداث أغرب من الخيال.. رجل خمسيني يدعى "عبد الله" كان يعمل سائقًا، وكان عبد الله رجلًا متواضعًا، خرج ذات صباح في طريقه المعتاد لنقل البضائع لكن السيارة انقلبت به على الطريق الزراعي وتحولت إلى كومة من الحديد!

الجثة كانت مشوهة، والمعاينة لم تحتمل شكًّا، شهادة الوفاة وقعت، والنعش وصل إلى القرية وسط صدمة الأهل والأصدقاء ووسط البكاء والعويل تم الدفن، نعم تم دفنه فعلًا.

لكن بعد 3 أيام وبينما كانت زوجته لا تزال تستقبل العزاء، دق أحدهم الباب، فتحت وهي تجر قدميها من الصدمة والتعب، لتجد عبد الله واقفًا أمامها!

تجمد الدم في عروقها، لم تصرخ، لم تنطق، فقط سقطت مغشيًا عليها، فالرجل الذي دفنوه عاد يمشي على قدميه يناديها باسمها.

القرية كلها تجمعت، بعضهم هرب ظنًّا أنه شبح، وبعضهم بكى من الفرح، أما الحقيقة، فكانت أغرب من ذلك.

عبد الله لم يمت، بل نُقل إلى مستشفى بعيد وهو في غيبوبة كاملة، ووسط التشابه الكبير بينه وبين شخصٍ آخر توفي في الحادث نفسه اختلطت الأوراق، العائلة استلمت جثة ليست له ودفنتها على أنها "عبد الله"، وحين استفاق من غيبوبته طلب العودة فورًا، لا يعرف أن كل من يعرفه بات يظنه تحت التراب.

القرية أقامت له "فرحًا" بدل العزاء الناس، وظلوا أيامًا لا يصدقون أن من يسير بينهم كان موضوعًا تحت التراب قبل أيام وقد أصبح في طي النسيان، أما هو؟ فكان أكثرهم صمتًا، جلس في ركن بعيد في الحفل يراقب الضحك والدموع ويهمس لنفسه.."أنا شفت حاجات.. لكن رجوعي دا مش صدفة، أكيد له سبب وحكمة من ربنا".

فما الحكمة من الفرصة التي أعطاه الله إياها مرة أخرى؟

وفي النهاية، لا تحمل كل الحكايات أبطالًا طيبين ولا أشرارًا مطلقين، أحيانًا تكون القصص دروسًا قاسية عن الإنسان، حين تهزمه الحاجة ويعميه الخوف، وربما كما في هذه الحكاية تكون الحياة قد منحت أحدهم فرصة ثانية، لا لشيء سوى لأن دوره لم ينتهِ بعد.

اغتنم كل فرصة وكل لحظة في الحياة لأنها نعمة من الله عز وجل، وكن على مبدأ، وعش حياتك سويًّا وبما يرضي الله تظفر بالدنيا والآخرة.

وبينما نغلق اليوم باب هذه القصة، سنواصل رحلتنا عبر الزمن لنكشف أسرارًا أخرى، ونحكي لكم حكايات ظلت في طي النسيان، قصصًا صنعتها الحياة وحركتها الأرواح، فابقوا معنا في رحلة لا تنتهي.

ففي كل قصة حياة.. وفي كل حياة قصة تستحق أن تروى.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.