بدأت حيرتي منذ دخول ذلك الشخص حياتي، لا أعلم سبب سماحي بذلك في أول الأمر، لكن ما حدث حدث، لله الأمر من قبل ومن بعد..
في بداية الأمر كان شخصًا حنونًا، لطيفًا، صاحب كلمة، ودودًا... إلخ من الصفات الطيبة والجيدة التي تجذب الأشخاص عادة، أشعر بالملل والضيق إذا لم يكن موجودًا، طوال يومي أنتظره حتى يفرغ من عمله حتى أحادثه طوال الليل وأهتم بهِ، ماذا تناولت من طعام؟ هل تشعر بالتعب أو الإرهاق؟ كيف كان يومك؟ كيف كان عملك؟ لا أترك أي تفصيلة حتى أطمئن على كل أخباره، وتلك هي لحظات سعادتي، وكان سعيدًا بذلك، وظللنا على تلك الوتيرة مدة ثلاثة شهور.
وبالفعل تقدم لخطبتي كما وعد، وسرعان ما جرت الأمور وتمت الخطبة بفضل الله، وكنت في غاية السعادة. وبدأت في تجهيز أمور زواجي، فمدة الخطبة سنتان، وهي وقت كافٍ حتى يستعد كل منا.
بمرور الوقت أصبحت أشعر بوجود أمر غريب في علاقتنا، وعندما كان بمنزلنا أوضحت معهُ الأمر، تحدثت بمنتهى الهدوء. قلت له: أصبحت منشغلًا عني، لا تتحدث سوى ببعض الكلمات، وكأنه روتين يومي: كيف حالك؟ ما أخبارك؟ سوف أذهب للنوم، لديَّ عمل، هكذا.. أين التناغم بيننا؟ هل ذلك ما توده؟
انهال عليَّ بالكلمات القاسية بصوت مرتفع: أنتِ لا تشعرين ولا تفكرين سوى بنفسكِ، أنا أعمل بجد وجهد حتى نكمل تجهيزاتنا لنتزوج، ثم تتهميني بتهم باطلة وادعاءات لا أساس لها؟!
وبالفعل شعرت بالخجل والضيق، فأنا بذلك جعلت الأمور أسوأ. بكيتُ أول مرة منذ عرفته، هدَّأ من روعي واعتذر عن طريقته، وأنا أيضًا أوضحت مقصدي، وذهب بعد أن تصافينا.
في يوم آخر وجدت هاتفه مشغولًا دائمًا، واصلت الاتصال فلم أجد سوى الانتظار. في بداية الأمر لم أشك بشيء؛ فنحن على وفاق ونحب بعضنا، لكن مع الوقت دب الشك في قلبي، وقلق وخوف شديد. وفعلًا قررت أن أذهب لمكان عمله.
فوجئت بعدم وجوده، فعدت لمنزلي وأنا حزينة أشعر بالغضب والضيق، وظلت كثير من الأسئلة تخطر ببالي، وعندما جاء لزيارتنا كان متأففًا يريد المغادرة.
فعلًا تحققت من كل شعور بداخلي، طلبت منه أن يأتي معي لأني أريد شراء بعض الأشياء ولا بد من وجوده، ولم أترك له أي منفذ للهرب من لقائي.
فعلًا جاء، وتحججت بأن هاتفي فرغت بطاريته وأود مكالمة والدي لأطمئنه علينا، كانت عيناه تترصدني، تأكدت مرة أخرى أن هناك شيئًا.
كان يدفع حساب بعض الأشياء، فأخذت هاتفه وبحثت فيه، وجدته يتحدث مع فتاة وعلى علاقة بها. تركت الهاتف ولم أُبدِ أية ردة فعل، وعدت للبيت. انفجرت في البكاء، لا أعلم لماذا فعل ذلك بي؟! لم أسئ له في أي شيء، ماذا فعلت؟
آلاف التساؤلات ولا توجد إجابة تهدئ من روعي، شعرت أنني السبب، لا لست أنا من جعلته يصبح عديم الشرف والمروءة، ويجعل الخيانة منهجًا له.
بعد أن هدأت تحدثت مع والدي، أريد تركه، والدي تعجب وأراد أن يتدخل إذا كان يوجد سوء فهم أو مشكلة عارضة، لكني أبلغته أن ينفذ رغبتي. وبالفعل جاء، وتعجب من طلبي، وأخذ يتحدث: لماذا؟ أود أن أراها كي توضح لي ذلك، حقي.
وخرجت بكل ثبات أتحدث معه، وأوضحت له أنه لا أمان في عشرته، لأني عرفت، وأن الخيانة لا تُتقبل بأي طريقة، والثمن هو الانفصال، بكى وانهار وظل يترجاني، وأنا لا أردد سوى: أريد الانفصال.
تركنا وذهب مع إعطائي فرصة لإعادة التفكير في موقفي. فعلًا فكرت في الأمر مرارًا وتكرارًا، فلا أجد سوى أنني كرهت وجوده، ولا أجد له ما يبقيه في حياتي بعد خيانته لي، ماذا سيفعل بعد زواجه مني إذا حدث منه ذلك قبله؟
وبالفعل حدث الانفصال، وحمدت الله على خروجه من حياتي، ولكنه ظل يراسلني ويتوسل لي كي نعود، وفكرت في الأمر مرة أخرى، وها أنا ذا في حيرة من أمري!
ماذا تفعل إذا كنت/ كنتِ في موقفي نفسه؟
اعتقد أنك بالغت في الاهتمام به
الرجل لا يحب الحديث المتكرر والاتصال به كل يوم
لو اعطيته مساحة واسعة من البداية لكانت تغيرت الأمور لكنك اصبته بالملل
كما أنه لا داعي للاطمئنان يوميا عليه
فعندما يصبح لديه رغبة في التحدث سيفعل
يحتاج الرجل أن يشعر بأنه هو من يقود هذه العلاقة 🙏
🌹🌹🌹
🙏
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.