حياة وإنجازات الملك رمسيس الثاني

لا ندري كيف نفتتح مقالنا، فنحن لا نتحدث عن مجرد ملك عادي حكم دولة عادية، ولا حتى نتحدث عن ملك مهم في تاريخ مصر، نحن نتحدث عن ملك، تاريخ ملكه وحده بتاريخ دول مجتمعة.

نحن نتحدث عن الجد الأعظم كما سماه نظراؤه من الملوك الذين جاؤوا من بعده، يكفي ما قاله عن نفسه "ما دامت السماء باقية، ستظل آثاري على الأرض".

نتحدث اليوم عن الملك رمسيس الثاني، وبعض المعلومات الشيقة والمهمة عن حياته، لذا استعد لجرعة زائدة من التاريخ العظيم.

حياة رمسيس الثاني

ولد رمسيس الثاني في عام 1303 قبل الميلاد وكان ابنًا للملك "سيتي الأول" والملكة "تويا"، وكأن القدر كان يعده لأن يصبح حاكمًا عظيمًا، فقد نُصِّب وليًّا للعهد من قبل والده الملك "سيتي"، وكان يشارك معه في الحملات الحربية على النوبة وليبيا وبلاد الشام، لدرجة أنه سمي "الحاكم الشريك لوالده".

وقبل أن يتم الـ22 تولى رمسيس قيادة الحملات الحربية بنفسه، وأنجب كثيرًا من الأطفال في حياته، لدرجة أن ابنه الذي تلاه في الحكم كان ترتيبه الـ13 بين أبنائه، وكان الملك "مرنبتاح"، ولم يكن آخر أبنائه، بل توجد آراء علمية تقول إن رمسيس أنجب نحو 90 ابنًا وابنة وربما أكثر.

وذلك يدل على أن رمسيس الثاني قد تزوج كثيرًا من النساء في حياته، وقد يصل عددهم إلى 8 زوجات، هذا بخلاف المحظيات عنده، وأشهر زوجاته بالطبع هي الجميلة الملكة نفرتاري، الحب الحقيقي، وزوجته "ميريت آمون" والتي للمفاجأة هي ليست فقط زوجته، بل ابنته أيضًا!

نعم كما قرأت عزيزي القارئ، تزوج رمسيس الثاني من ابنته من الملكة نفرتاري "ميريت آمون" فيا ترى كانت تناديه "بابا" أم "رمسيس"؟

ولم تكن ميريت آمون هي الابنة الوحيدة التي تزوجها رمسيس الثاني، فقد تزوج أيضًا من ابنته الأخرى "بنت عنتا" والتي أنجبتها زوجته "إست نفرت" وأنجبت منه ابنة، وكانت تلك الابنة أسوأ حظًّا من ميريت آمون، فماذا يجب على ابنتها أن تقول لرمسيس الثاني، "جدو" أم "بابا"؟

ما أهم إنجازات رمسيس الثاني؟

في ما يلي نستعرض بعضًا من إنجازات الملك رمسيس الثاني في عدة مجالات:

المعارك والحروب

كان الملك رمسيس الثاني أحد أقوى ملوك مصر القديمة، وقد أرسل عدة حملات عسكرية للنوبة وليبيا وبلاد الشام، وقاد عدة حملات منها بنفسه، ومن أعظم معاركه على الإطلاق معركته ضد "الشردان"، والشردان شعوب من جزيرة سردينيا أو مدينة أيونيا أو من الأناضول.

كان الشردان قراصنة، كل حياتهم مضايقات وقرصنة وسرقة للسفن التجارية التي كانت تمر في البحر المتوسط، وبعبقرية من رمسيس الثاني، أرسل عدة سفن في مناطق إستراتيجية في البحر المتوسط، وبصبر الصياد ترك رمسيس الثاني فريسته حتى تشم رائحة الطعم، وما إن تجمعوا على السفن، حتى هجم رمسيس الثاني عليهم بغتة، ولم يجدوا سبيلًا للهرب، وأسرهم مرة واحدة.

أيضًا، من الإنجازات العسكرية، معركة قادش، والتي إن صح التعبير يمكننا تسميتها سلسلة معارك قادش، فقد تكونت من عدة معارك وحروب واستمرت أكثر من 15 عامًا بين المصريين بقيادة رمسيس الثاني والحيثيين بقيادة "مواتالي الثاني" ومن بعده شقيقه "خاتوشيلي الثالث".

وانتهت عام 1458 ق.م. بعقد صلح بين رمسيس الثاني والحيثيين بقيادة "خاتوشيلي الثالث"، ويعده كثيرون أول معاهدة سلام في التاريخ.

ماذا حقق رمسيس الثاني في العمارة والبناء؟

أما بالنسبة لتلك الفقرة، فحدث ولا حرج، فقد قضى الملك رمسيس الثاني بين البناء والتنمية معظم حياته، وترك وراءه كمية من الآثار التي تفوق أي ملك مصري آخر، سواء جاء قبله أو بعده، ومنها:

  • أكمل بناء معبد أبيدوس الذي بدأ بناءه في عهد والده، وبعد إتمامه بنى معبدًا صغيرًا له بجواره.
  • أكمل أيضًا معبد جده الملك رمسيس الأول الذي بني في الكرنك.
  • بنى مدينة كاملة باسمه، وهي "بر رمسيس" والتي يشير العلماء إلى أنها بنيت على أطلال عاصمة الهكسوس "أواريس" في شرق الدلتا.

ويوجد خلاف بين العلماء، فمنهم من يرى أن تلك المدينة كانت عاصمة البلاد في عهد رمسيس الثاني، بل واستمرت في حكم البلاد حتى عهد الملك رمسيس الثالث، وآخرون ينفون ذلك ويرون أن طيبة ظلت هي العاصمة، والدليل وجود كمية هائلة من الآثار بها، يصعب أن تكون في مكان آخر سوى العاصمة.

  • بنى في طيبة معبدًا ضخمًا باسم "الرمسيوم".
  • كما لا يسعنا أن ننسى إنجازه الرائع والمبهر حتى الآن، معبد "أبو سمبل".

كم كان عمر رمسيس الثاني عندما مات؟

توفى رمسيس الثاني في عام 1213 قبل الميلاد، بعد حكم دام 78 عامًا وشهرين، عن عمر يناهز الـ90 عامًا أو الـ91، وبعضهم يروي أن رمسيس الثاني قد مات عن عمر يناهز 99 عامًا، ولكنه ليس رأيًا راجحًا.

من أقوال رمسيس الثاني؟

وكما بدأنا مقالنا بكلمات من أقوال رمسيس الثاني، لا يسعنا إلا أن ننهي مقالنا بكلمات أخرى مما قاله "الجد الأعظم".

"أنت يا ملك كيميت القادم

اعرف أنك ورثت عن أجدادك مملكة عظيمة

لا تغيب عنها الشمس أبدًا

فهي أرض الإله المقدسة

التي جعلها نورًا للعالم

ولا يرضي الإله أن تموت أرضه أبدًا

حافظ عليها من أعدائها

كما حافظ عليها أجدادك من قبل".

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة