على رسلك يا قلمي، ما بك هارباً من يدي، ألا تحبّ أن تخط الأحلام... أعلم أنها اختفت ولكن عد لنخط غيرها... أعلم أنا غير قادر على تحقيق أيّ منها، لكن يا قلمي لا تبارح يدي، أنت مبعثي الوحيد للراحة والاطمئنان، معك أشعر أني غير وحيد، أجد أني لن أموت، أتعلم أنك ذكراي الوحيدة بعد مماتي، لا توجد نفس طيبة ستذكرني، لن يذكروني ولا حتى بسوء، وكأني الجزء المنسي في القصّة..
لا تخط له عبرة ولا بسمة، كإنسان فاقد الحسّ والإحساس، مهلًا يا قلمي ألم يروا دموعي، هل أنا غير موجود إذن، ربما، إن كنت ذكري في رأس أحدهم فسأكون من يراه في شريط حياته لحظة مماته ممّن عرفهم ولا يذكرهم، لا أستطيع ترك نفحة طيبة ولا همسة بريئة، كلاهما يهربان من يدي كما أنت فاعل..
يا قلمي إن عدت وحيدة، الصفات تأبى أن تمحو دمعاتي التي تغرقها، وأنت كلّما قرّبتك منها، رسمت الشتات في قلبي وأبرزت لون الدم في عروقي، هو أسود مثلما أنت، ميت ليس فيه روح ولا حياة، دعني أحيي الباقي منه، لا تدع ذاك الفتيل المشتعل يطفأ، هذا الفتيل يدفئ مغارة في جبل كبير، لن يبقَ مشتعلاً إلى وقت الرحيل، أعلم أني لا زلت صغيرًا، لكن الموت لا يعرف عمرًا أو نسبًا أو أهلًا وحسبًا، كلّنا ميتون، ابقَ معي حتى أذهب، ومالي بتاركك، فأنت خير صديق بالجوار، وتستحقّ الصون والحفظ، شاكرك أنت يا قلمي وأنت غير مبارحي، وناكر فضلك إن صرت تاركي، عدت إليك الليلة لأمللك من جديد بمشكلاتي مع أمي، لأشكو لك بعضاً من همي، والباقي نرميه فهو غير نافع أو ضار تكرهني وتكره أساليبي، لا لا تفعل وفي الثانية نعم نعم تفعل، لا زالت تساورني رغبة في الرحيل، ليس لمكان بعيد، لكنه مكان أكون قريب منكم وأنتم بعيدون عني، أعلم أنكم ستنسونني جميعاً، لكني لست مستعدًا أن أهدر كل تلك المعاناة لأعاني من جديد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.