تتضارب الآراء بين من يرى في البحث عن حياة في الفضاء خارج الأرض ضرباً من الخيال، وبين من يراه تبذيراً غير مفيد..
يدافع العلماء والمختصّون عن مشاريعهم الفضائية، ومن ضمنها البحث عن "حياة".
وكان فريق دوليّ من علماء الفضاء أعلنوا أنهم اكتشفوا سبعة كواكب بحجم الأرض تدور حول نجم قزم، من بينها ثلاثة يُمكن أن تضمّ محيطات مياه سائلة، ويمكن بالتّالي أن توجد فيها حياة.
وجاء هذا الإعلان في دراسة نشرتها مجلة (نيتشر)، وأكدها علماء فضاء في مؤتمر صحافي لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عقداً للإعلان عن اكتشاف مهم خارج المجموعة الشمسية.
اقرأ أيضاً على چوك
عودة الطاقم الروسي إلى الأرض بعد تصوير أول فيلم في الفضاء
كواكب تصلح للحياة.. حقيقة أم خيال؟
إن الفلكيين ومنذ الثمانينيات يطرحون الأسئلة مع علمهم بوجود مليارات النجوم المشابهة للشمس، والتي حولها كواكب تشكلت بنفس الطريقة التي تشكلت بها أرضنا..
ومع تطوّر النظريات التي أثبتت وجود كواكب ربما يكون عليها ماء، وبالتّالي شكل من أشكال الحياة، تزايد البحث عن أشكال هذه الحياة..
وعن شكل هذه الحياة، ليس بالضرورة أن تكون بدائية، فربما تكون مثل حقبة الديناصورات على الأرض، وربما تكون حياة من مستوى حياتنا الحالية على الأرض، بل وربما تكون متطورة أكثر منا..
وإن البحث عن حياة خارج كوكبنا ليس ضرباً من الخيال، ولا بحثاً عن مستحيل، فالنزول على سطح القمر كان ضرباً من الخيال سابقاً، لكنه أصبح حقيقة..
ويزداد تفاؤل العلماء والفلكيين مع تقدُّم العلم وتطوّر الأبحاث، وعن الاكتشاف الأخير للكواكب المشابهة للأرض، فإنّ العلماء لم يروا هذه الكواكب، ولكنهم حلّلوا الضوء الملتقط وإشارات راديو بطريقة علميّة، ليتبيّن لهم أن الكواكب مشابهة للأرض، وربما يكون عليها ماء..
ويرصد علماء الفضاء الكواكب خارج المجموعة الشمسية حين تمرّ بين شمسها والأرض، فتحجب ضوءها عن التلسكوبات الأرضية، ومع مراقبة تردُّد خفوت ضوء النجم وقوّته يُمكن تقدير حجم الكوكب وبعده عن نجمه.
هل وكالة ناسا تبذر في الإنفاق؟
أمّا عمّا يصفه البعض بأنه تبذير، فإن وكالة ناسا أوضحت أن حجم التبذير في الفضاء كما يُسميه البعض، متواضعٌ مقارنة بما يصرفه البشر على أمور أخرى مثل الميزانيات العسكرية للدول..
والتي تفوق ميزانيات مشاريع الفضاء بأربعين ضعفاً، وفيما تتزايد ميزانيات الأبحاث والمشاريع الفضائية بنسبة 1 بالمئة سنوياً، كما أن الميزانيات العسكرية للدول تتزايد بنسبة 5 بالمئة.
وعن أمثلة ميزانيات المشاريع الفضائية، فإن مجموع ميزانيات الدول الكبرى يقل عن 40 مليار دولار سنوياً موزعة بين الدول الكبرى، التي لها مشاريع فضائية وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وروسيا، والصين، والهند.
كما أن البشر أنفسهم ينفقون أكثر من الدول على أمور لا تقارن بالأبحاث الفضائية، إذ ينفق البشر على السجائر 50 مليار دولار سنوياً، وينفق الأوروبيون لوحدهم على المشروبات الكحولية 150 ملياراً، و24 ملياراً أخرى على أطعمة الحيوانات الأليفة، و200 مليار على مستحضرات التجميل.
وإن هناك مئات الفوائد العرضية التي تتراوح بين تقنيات البيولوجيا الطّبية إلى الأنظمة الرقمية، وتقنيات التصوير وعلم الروبوت، والطبّ، والرّصد الجويّ، والمراقبة البيئية، وتقنية الاتصالات والمعلومات، والاستشعار عن بعد، والمسح، ومجالات أخرى عديدة تُساعد بالفعل في التخفيف من الفقر ومن المعاناة البشرية، وهو ما يُطالب المشككين في جدوى الإنفاق على الفضاء بالتركيز عليه.
الفضاء الخارجي في القرآن الكريم
ويقول معارضون إنه لو كان هناك حياة خارج الكوكب لأخبرنا اللّه عنها، وإن الانشغال بالبحث عن حياة خارج الكوكب تبذير فيما لا فائدة فيه، كما وصف آخرون سابقاً النزول على القمر بأنه كفر، وكان مثار جدل آنذاك.
أستاذ الحديث النبويّ وعلومه في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية، الدكتور شرف القضاة بيَّن أن في القرآن نصوصًا تُبيّن وجود كائنات في غير كوكب الأرض، إذ يقول تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29) [الشورى: آية 29].
والدابة في اللغة العربية بحسب القضاة لا تنطبق على الملائكة ولا الجن، لأن اللّه عرّفها بآية أخرى بقوله: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ) [النور: آية 45]؛ ممّا يستثنى من ذلك الملائكة والجن المخلوقين من نور ونار.
كما لفت إلى أن البعض فسّر (وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29) [الشورى: آية 29] بأنه ربما يكون في الدنيا، وليس محصورًا بجمعهم في يوم القيامة.
وعن النظرة الشرعية لما يصفه البعض بالتبذير على أبحاث ومشاريع الفضاء، قال أستاذ الحديث النبوي وعلومه: "إن البشر يصرفون على الحروب والأسلحة أضعاف ما يصرف على المشاريع العلمية والفضائية إلى جانب أمور أخرى أقل أهميَّة"..
مشاريع الحياة في الفضاء
ولفت إلى أن المشكلة أكبر من الصرف على مشاريع الفضاء كمشكلة توزيع الثروات في العالم، أو إتلاف الغذاء كي لا تنخفض أسعاره في الأسواق على سبيل المثال لا الحصر..
وعن الدور العربيّ والإسلاميّ في البحث العلميّ ومشاريع الفضاء، قال القضاة: "إن المسلمين قادوا العالم ألف عام في مجال العلوم، وإن مكانة العلم في الإسلام يعلمها الجميع، وما فيها من الحث على النظر والبحث والتفكر".
عدد النجوم في الكون
ويُقدّر العلماء عدد النجوم في الكون الذي نعرفه بـ 100 أوكتيليون نجم، أيّ 1 وبعد 29 صفراً، وهو ناتج 10 ترليونات مجرة في الكون، مضروبًا بـ 100 مليار نجم، وهو عدد النجوم المخمن في مجرّة درب التبانة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.