قل لي يا أستاذ شفيق من يسرق الكحل من العين؟!
(ذكريات حرامي)
في الثمانينيات وفي دولة عربيّة شقيقة، كتبت قصّة عن (الأمّ) مخطوطة وسلّمتها ضمن مجموعةٍ قصصيةٍ (مخطوطة) لفنان في هذه الدّولة، وهو فنان شامل فهو ممثّل ومخرج ومنتج وفوجئت بتغييرها بلهجة هذه الدّولة فكتبت بإحدى المجلات الفنيّة، الَّتي تصدر بهذه الدّولة عن الواقعة... ولما قابلته قال: أتكتب عنا أنّنا سرقنا عملك؟! وأضاف: الأفكار الدراميّة 42 موقفًا وما حدث مجرّد توارد أفكار، فقلت له: توارد أفكار كيف؟! وأنا سلّمتها لك مع مجموعة أخرى يدًا بيد!
(ومن هنا كتبتُ قصّة (قل لي يا أستاذ شفيق من يسرق الكحل من العين؟!)
في حينها أي منذ 37 سنةٍ وأشرت في باطن الغلاف الأخير لكل كتاب من الكتب الثلاث الصّادرة لي في الكويت عام 1981م تحت بند، تحت الإعداد ما نصّه (ذكريات حرامي سلسلة في مكافحة الجرائم). الدّولة.
وهناك عمل مهم ضائع لي أيضًا في شكل سيناريو باسم (مغامرات محجوب) يتكوّن من ثلاث تمثيليات وكل تمثيليّة تشمل مجموعة من الحلقات والأولى محجوب لاعب كرة، والثّانية محجوب يقابل دراكولا، والثّالثة محجوب جنديّ في جيش شجرة الدر... وكنت قد أرسلت العمل مع صديق وأنا خارج البلاد إلى مؤسسة دار المعارف في عهد الكاتب الكبير أنيس منصور وسلّمه بدار المعارف علي سركي!!
ولما عُدت في إجازة... ذهبت لهم طالبًا إمّا النّشر، أو رد العمل لي، واعترفوا بتسلم العمل... وأجلسوني مع محرّر فنيّ بمجلة أكتوبر التّابعة لهم وهو الأستاذ أيمن كمال، وطيّب الرّجل... خاطري بكلمتين ووعد بالبحث عن العمل ويسلّمونه لي!!
***وقد بلغ الرجل فيما بعد منصب رئيس التحرير لمجلة الدار ثمّ تركه، وحتَّى الآن لم أتسلّم عملي... رغم مرور عقود!!!!
وهناك أعمال لدى شركاتٍ إنتاجيّة مثل شركة يوسف شاهين منذ سنوات مثل قصّة بعنوان (الحصان الرّجل المرأة) سلّمته للمخرج الكبير يوسف شاهين -رحمة الله عليه- بشركته الإنتاجيّة أثناء عمله في مونتاج فيلم نابليون. وقال لي معك منشور أم مخطوط؟!
فقلت له حاليًا معي الآن أعمال مخطوطة، فقال يكفي عمل واحد فسلّمته القصّة الَّتي تتلاءم مع فكرة (الحصان الرجل المرأة) ولا أعلم عنها شيئًا حتَّى الآن ولا أتّهمه ولكن كان يجب الرد بنعم أو لا... وعمل مسرحيّ لدى أحد مساعديه المخرج حسن الجريتلي اسمه (عقد عمل)، وقد قال لي: لا تُعطي للأستاذ يوسف شاهين مباشرة لأنه مشغول وأي عمل أعطه لنا ونحن نعرضه عليه... فأعطيته.. (مسرحية عقد عمل) ولم أعرف مصيرها... حتَّى الآن ولا أتّهمه ولكن كان يجب الرد بنعم أو لا... وهناك عمل اقتبس منه بطل راحل فكرة مسلسله وكان اسم العمل (زوجة الباشا)، وهو منشور أيضًا بمجموعتي القصصية (بحر الأحزان) الصّادرة بالكويت عام 81، وهناك عمل آخر تقدّمت به (لمسابقة ساويرس) وبعض الأشخاص اقتبس منه فكرة مسلسل دون الإشارة إلى المرجع!! وهي مسرحيّة آدم وحوّاء والشّيطان المنشورة في كتاب نظرات أحباب الصّادر بالكويت عام 1980م، (وكذلك المقدّمة والخط الدراميّ لها وكان شرطًا في مسابقة. ساويرس.) ... وهو يعرف نفسه وهناك مسرحيّة قديمة نشأت على فكرة مسرحيتي والمؤلف والممثل والمخرج صبحهم الله بالخير يعرفون أنفسهم!
والسجلات عندي في هذا الموضوع كثيرة سواء والقصّة مخطوطة، أو منشورة، والقائمة طويلة فحبل المشكلة ممتد بلا نهاية وحتَّى يومنا هذا!
*وسرقة الأفكار تتكرّر حتَّى اليوم كما ذكرت في المجال الفنيّ وفي المجالات الأخرى كأفكار الاختراعات مثل فكرة إنقاذ الطائرات والبواخر وغيرها، والإنقاذ من البنايات العالية! وهي منشورة برواية لي اسمها سبع اللياليّ الجزء الثاني عام 87، وبالصحف المصريّة المحليّة بعد تطويرها لتشمل أكثر من مجال وغيرها.
*وإذا قلت ذلك أو خاطبت السارقين لا تسمع ردًا لهم. فهم محترفون في تغيير الوقائع بحيث تبدو بعيدة كل البعد عن عملك... مع أن الأمر سهل جدًا والفرق بين الحلال والحرام خيط رفيع ويكفي لمؤلف مغمور أو صاحب أفكار مفيدة... وضع اسمه وترضيته بأقل القليل، ولكن يبدو أن البعض بطونهم مثل نفق شبر لا تشبع أبدًا!! ويحب السرقة على الشرف... والسرقة داء ومرض من الصعب التخلّص منه.
*وتنويه أنني أعرض لنماذج سيئة ولا أعمّم فهناك في كل مكان شُرفاء... وفي الوقت ذاته فإنني لا أعمّم بمعنى أن يلبسني أحدهم السلطانيّة على رأسي بدلًا من التّاج!
**وكان ناتج كلّ هذا القصّة المخطوطة كما قُلت وعنوانها (قل لي يا أستاذ شفيق من يسرق الكحل من العين؟!)
((ذكريات حرامي)) والَّتي كتبت منذ 37 سنة، لم تطبع أو تنشر طباعيًا وإن اطّلع عليها بعض المعارف في حينه.
**وتُعدّ القصّة عن (سرقة الأفكار في المجال الفنيّ) فهي قائمة على المقارنة بين المجرم الذى يعاقب على جريمته بينما مجرمو الأفكار أصحاب الياقات المنشاة يكرّمون على عملٍ مسروق! وأنشرها لاحقًا حتَّى لا أثقل على القارئ.
ديسمبر 11, 2021, 2:43 م
السارقون على الدوام أغبياء ...لا يعرفون أن لكل مُبدع بصمة تميًزه عن غيره
لك التقدير
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.