ماذا سيحدث إذا أخبرتك بأن حياتي لا تصبح محتملة إلا إذا وُجدت أنت في محيطها، وأنك السبب الوحيد الذي يجعلني أشعر بأنني على قيد الحياة، وأن الحياة تستحق أن تعاش رغم كل مرارتها، رغم كل ما هو كئيب، ورغم كل المآسي التي لامست قلبي وروحي وجعلتني كالمنارة المهجورة المتكسرة في زمن حرب، وأن عينيك هي ما تجعلني أنسى معاناتي، وأنّ هناك شيئاً جميلاً يستحق القيام لأجله، وبمجرد النظر إليك يتلاشى قلبي وكل شيء سيئ في الكون، ويصبح على حقيقته بألوانه البهيجة، ويختل توازن الكون، ويعقبه اختلال توازني، فأدرك حقيقة أن كل شيء أملكه ليس ملكي فعلاً قلبي، وروحي، وعقلي، وعيني، ويدي، وجسدي، وكل شيء يميل نحوك، ثم أخبرك بأنك عندما لمست يدي في تلك المرة وتلك الرعشة التي سببتها ما زالت تسري في أنحاء جسدي حتى الآن، كانت ذكرى جميلة للحد الذي تمحو به كل ألم ناتج عن تذكرك أو افتقادك، كأن جمال الكون كله تمحور حول تلك الشفتين اللتين تجعلانني أنسى وجودي بالكامل بمجرد أن ترتسم تلك الابتسامة الجميلة عليهما، فأدرك بحضورك بأنني أكون ولا أكون، تحمل كل المتناقضات وبذلك تبقى جميلاً بلا تناقض، تقلب كفتي الميزان ورغم ذلك يصبح كل شيء متوازناً.
وأخيراً ماذا يعني إذا حاربت كل العادات والتقاليد وتخليت عن كل معتقد يمنعني كامرأة عاشقة من البوح بمشاعري والمبادرة أولاً، تقليد يبقيني في منطقة الانتظار بأن تقوم بذلك أنت أولاً، خوفي من الرفض، وخوفي من أنك لن تتقبل حبي وعشقي وهيامي بك، وأحترق ويحترق قلبي مما أحمله بداخلي، أم خوفي من أنك تحمل فكراً شرقياً يبحث دائماً عمّا هو صعب المنال، ويهمل كل ما يجده سهلاً، ويُقدم له على طبق من ذهب، ولكن بالرغم من كل هذ أصبح حبي أكبر وتجاوز حد الكتمان، وأصبح حراً من أن تقيده هذه التقاليد، متمرداً وقادراً على كسر أي حاجز يمنعني من البوح فيكفيني بأنك تعلم بأنني أحملك داخلي وبقلبي الذي لا يتسع لشيء سواك، وتدرك أيضاً بأنك أنت من تحمل قلبي وما فيه.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.