حكايتي مع نهلة القدسي وكتابي عن محمد عبد الوهاب: تجربة شخصية

لا أنسى أبدًا ما سببته لي السيدة نهلة القدسي زوجة الموسيقار الخالد محمد عبد الوهاب، من معاناة وشقاء؛ ومع ذلك، فإنني أكن لها كل التقدير وعظيم الاحترام لحفاظها على سيرة موسيقار الأجيال وتصديها لعنوان كتابي عنه الذي كان سيحمل عنوان: (محمد عبد الوهاب عاشق الجسد) الذي طاردتني بسببه وحشدت الجيوش لمنع صدور هذا الكتاب قبل أن تعلم أني أعشق موسيقى وفن الأستاذ مثلها تمامًا!

تجربة خضتها في الدخول إلى عالم الموسيقار تعلمت منها دروسًا في الوفاء من قبل هذه السيدة المحترمة التي تمثل ركنًا ضخمًا وجدارًا هائلًا في مؤسسة "الأستاذ". ما زلتُ أذكر ما حييت ما كنت شاهدًا عليه بل وطرفًا فيه، في قصة إخلاص نادرة جمعتني بآخر زوجات عبد الوهاب، السيدة الوفية نهلة القدسي، أحد معالم وأركان فن الغناء العربي ومعلم وناظر مدرسة الطرب على مدى الأجيال. نعم، كان هو مطرب الصفوة الذي تصدر الصفوف حتى يومنا هذا.

نعم، هو مطرب الملوك والأمراء وأصحاب الثقافة الرفيعة الذي اكتشفتُ أنه لم يكن ناجحًا فقط في حياته الفنية، بل كان أكثر نجاحًا وتوفيقًا في اختيار شريكة حياته ورفيقة دربه.

أتذكرُ قصتي معها بكثير من الإعجاب والتقدير لحفاظها على سيرته، ولا أتردد في هذه الشهادة على الرغم من الصدام الخفيف معها، حتى نجحت بقوة في تغيير عنوان الكتاب. والقوة هنا ليست غاشمة، بل هي قوة ناعمة عن طريق ضغوط ونصائح عدة تلقيتها من أساتذتي، علمت أن السيدة نهلة كانت قد تواصلت معهم بسبب كتابي عن الزوج والموسيقار الذي يحمل لقب "النهر الخالد".

كان "عاشق الجسد" هو كتابي الأول عن دور المرأة الملهمة في حياة الموسيقار المبدع الذي يتطرق بالطبع إلى حياته ومسيرته الفنية والشخصية. وكانت البداية أن نشر الصحافي الشهير الذي كان مسؤولًا عن تحرير مجلة روز اليوسف المشاغبة وقتها، عادل حمودة، خبرًا كتبه الناقد السينمائي الصديق عصام زكريا.

كان خبرًا صغيرًا لا يكفي لكشف محتوى الكتاب. كان الخبر على صغر مساحته ومحتواه الخالي من أية إثارة، لا يكشف أكثر من عنوانه، ولكنه لم يمر بسلام على "مؤسسة عبد الوهاب"، وفي القلب منها السيدة أرملته نهلة القدسي التي لم تهدأ حتى جاء عنوان الكتاب الجديد على نحو يرضيها، وهو: "محمد عبد الوهاب.. نساء وألحان".

تذكرت هذه المعركة بيني وبينها، حتى أرسل سلامًا إلى روحها... وروحه.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة