يعتقد البعض أنهم يملكون عقلا يفوق الجميع، وان مستوى علمهم لا يلحق به إلا القليل، فيحاول بعضهم ان يظهر بمظهر الذكي الذي يستهزئ من الجميع، فيستعرض ذكاءه عليهم، ومنهم صاحب قصتنا هذه.
يحكى أن رجل جاء من البادية، ونزل ضيفا في بيت صديق له بالمدينة، وكان الرجل الضيف على فطرته، كما هي طبيعة اهل البوادي قديما، فقرر مضيفه أن يسخر منه، ويضحك من محدودية عقله، ويجعل منه مادة للضحك والتسلية لأهل بيته، وكان لصاحب البيت زوجه وابنان وبنتان.
فلما جاء موعد الغداء، قال صاحب البيت لزوجته: حضري لنا على الغداء دجاجة.
فلما جاء موعد الغداء، جلس الزوج وزوجته وأولاده مع الضيف حول المائدة.
وقال لضيفه: قسم الدجاجة بيننا.
فقال الضيف: لا علم لي بالقسمة، ولن ترضيكم قسمتي، فتولى أنت قسمتها.
لكن صاحب البيت أصر على كلامه.
فقسمها الضيف بينهم بقوله: الرأس للرأس، يقصد أن رأس الدجاجة لرأس العائلة، وهو الزوج، والجناحان للولدان، والساقين –ليس الفخذان-للبنتين، والعجز –الدنب-للعجوز، يقصد بالعجوز الزوجة، والزور (الباقي) للزائر، أي له!!!!
فصدم صاحب البيت وسكت.
فلما جاء موعد غداء اليوم التالي، قال الزوج لزوجته: حضري لنا على الغداء خمس دجاجات.
ولما جلسوا حول المائدة قال لضيفه البدوي: اقسم لنا.
فقال الضيف: لم تكونوا بالأمس على قسمتي من الراضين، فتولها أنت.
فرفض صاحب البيت وأصر على أن يقسمها الضيف بينهم، عله يجد ما يضحك منه لجهله بالقسمة.
فقال له الضيف: هل اقسمها على عدد فردي أم زوجي.
قال صاحب البيت: بل فردي.
فقال الضيف: أنت وزوجتك ودجاجة ثلاثة، وابنيك ودجاجه ثلاثة، وبنتيك ودجاجه ثلاثة، وأنا ودجاجتين ثلاثة
فغضب صاحب البيت وقال: بل اقسمها على عدد زوجي.
فقال الضيف: أنت وأولادك ودجاجه أربع، وزوجتك وبنتيك ودجاجه أربع، وأنا وثلاث دجاجات أربع.
فسكت صاحب البيت ولم ينطق بكلمة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد