قانون الجذب
يمكن تعريفه بأنه قانون كوني خلقه الله تعالى لنا، يَنصُّ على أننا نحن نجتذب الأحداث التي في حياتنا، وأننا نجذب إلينا ما نجذبه وفق تجاذب المتشابهات لبعضها البعض.
وذلك يتبع مستوى التفكير، ويمكن تقسيم مستويات التفكير إلى:
1. الواعي.
2. اللاواعي.
3. العالي.
4. الصامت.
تاريخ قانون الجذب:
قانون الجذب في الفكر الإنساني ليس جديداً، لكنه قانون قديم قدم الحضارة نفسها، إذ إن المصريين القدماء اعتقدوا بوجود هذا القانون واستعملوه في حياتهم اليومية، وتبعهم اليونانيون القدماء عامة.
ونسي العالم هذا القانون لفترة طويلة حتى أواسط القرن العشرين حين بدأ علم البرمجة اللغوية العصبية يشق طريقه إلى العالم، ويصبح علماً مُعترفاً به.
بدأ علماء هذا العلم بإحياء هذا القانون من جديد، وهم يصرون على أن جميع من أنجزوا شيئاً مهماً في حياتهم أو بلغوا مستويات عالية من النجاح في الحياة قد طبقوا هذا القانون في حياتهم بشكل أو بآخر.
وقد أثبت كثير من مدربي التنمية البشرية اليوم وجود هذا القانون، وإن كان قد أنكره بعضهم كالدكتور طارق سويدان وغيره.
ولعل سبب إنكاره ما أحدثته الكاتبة (راوندا بايرن) في كتابها "السر" حيث تكلمت فيه عن قانون الجذب مع كثير من المبالغات والمجازفات مما دفع بعض المدربين لإنكاره والتصدي لوجوده.
إلا أن كثيرين أثبتوه وأوردوا له الأدلة العلمية والشرعية على إثباته ولن أذكر الأدلة العلمية لكيلا أطيل المنشور، وسأذكر الأدلة الشرعية التي أثبتت أن لقانون الجذب أصلاً من الشريعة الإسلامية.
الدليل الأول
قول الله تعالى: "وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ"
أي: يا محمد ما يحصل لك فبسببك، أنت جلبته لنفسك، وإن كان هذا الحديث للنبي عليه الصلاة والسلام فهو لغيره أولى.
الدليل الثاني
قول الله تعالى: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ"
أي: كل ما يجري للإنسان بسببه لأن الله تعالى لا يأتي منه الشر.
الدليل الثالث
قول الله تعالى: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير"
أي: إن المصائب تأتي لكم بسببكم ومن أنفسكم.
الدليل الرابع
ويعتبر هذا الدليل من أقوى الأدلة على قانون الجذب وهو ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي..."
وكفى به دليلاً على كون الظن يجلب القدر؛ أي: إن الظن يأتيك بما تظن، فإن ظننت خيراً جاءك الخير، وإن ظننت شراً فهو كما تشاء.
الدليل الخامس
ما رواه البخاري ومسلم أن أبا هريرة قال: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا طيرة، وخيرها الفأل" قالوا: "وما الفأل؟" قال: "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم".
وكذا كان يعجبه الفأل الحسن، وهو دليل على أن الفأل الحسن جاذب، وكذا الكلمة الصالحة.
الدليل السادس
ما رواه البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على أعرابي يعوده، قال: "وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس، طهور إن شاء الله"، فقال له: "لا بأس، طهور إن شاء الله"، قال: "قلت: طهور؟ كلا، بل هي حمى تفور، أو تثور، على شيخ كبير، تزيره القبور، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فنعم إذن".
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما دخل على الأعرابي أراد منه أن يجذب لنفسه الخير، لكنه أبى ذلك، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: فنعم إذن ما تجذبه سيحصل لك.
الدليل السابع
تغيير النبي -عليه الصلاة والسلام- لأسماء تفاؤلاً وتيمناً، ومنها ما رواه مسلم عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير اسم عاصية وقال: "أنت جميلة".
فتغيير الأسماء فيه جذب للخير، وهو من الأدلة على قانون الجذب.
وغيرها من الأدلة....
وهذه الأدلة وغيرها تدل على أن قانون الجذب له أساس ووجود ولا يتعارض مع العقيدة الإسلامية؛ لأنه مخلوق من مخلوقات الله تعالى كالجاذبية الأرضية تجذب الأجسام الصلبة.
كذلك العقل العالي يجذب عن طريق الأثير الكوني الأشياء إليه إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
تجدر الإشارة هنا إلى أن قانون الجذب مصنف ضمن ما يسمى بعلم الباراسيكلوجي؛ أي: ما وراء علم النفس.
ومن المراجع المفيدة لقانون الجذب:
1. كتاب السر، مع التحفظ على بعض ما فيه.
2. كتاب قانون الجذب، (مايكل جيه لوسيير).
3. قانون الجذب للدكتور صلاح الراشد.
4. القوة الخفية للعقل الباطن، (جيمس ك فان فليت).
5. قوة عقلك الباطن، لـ (جوزيف ميرفي).
وغيرها من الكتب التي تحدثت عن طرق تفعيل هذا القانون الكوني فينا.
الخلاصة:
إن قانون الجذب هو قانون كوني ومخلوق من مخلوقات الله تعالى، سخره الله تعالى لعقولنا.
وله وجود في فكر الحضارات القديمة، وقد دلت الأدلة الشرعية على وجوده، وأن له أصلاً.
هو موجود ولا ننكره وننكر بعض المجازفات التي يقع بها البعض مما يصل بهم إلى تأليه العقل الباطن.
والله تعالى أعلم وعلمه أتم وأحكم.
يوليو 18, 2022, 1:30 م
موضوع رائع وممتع ومرتبط بطريقه تفكيرنا وضروره. التفكير بايجابيه وتفاؤل
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.