حقيقة المجتمعات النامية.. تعرف الآن

يوجد مثل يقول: "عندما يفلس التاجر يخرج دفاتره القديمة".. 

ورجل أصلع من غير شعر، يدعي أن جده كان يملك شعرًا طويلًا، عندما يُعيَّر بصلعه، يفتخر بشعر جده. 

وهذا ما ينطبق تمامًا على حال المجتمعات المتخلفة اليوم، تمامًا، تراها غارقة في الجهل والتخلف وكل أسباب الانحطاط، ولكنها عندما تُواجه بالحقيقة تلجأ إلى حيلة التاجر والأصلع معًا، وتبدأ بسردية مطولة من استعراض تاريخي لإنجازات الأجداد والسلف على أنها أعطت البشرية كثيرًا في جميع المجالات، فتخلق حالة من الرضا والتصالح المزيف مع نفسها وواقعها، بغية التوازن المعرفي والحضاري، وبغية نفي كثير من معطيات الواقع الأليم الذي ترزح تحته منذ عقود.

اقرأ أيضاً الاختلافات الفكرية بين المجتمعات الفقيرة والجيدة

حالة الواقع الحقيقة

إن حالة الافتخار المبالغ فيه بإنجازات كبيرة من الماضي لهي الطامة الكبرى والمأساة الحقيقية، مضافة لواقع أليم جدًّا من شأنها خلق شخصية مهزوزة ومتأرجحة بين ماضٍ قد ولى من غير رجعة، وحاضر متخبط يصعب الخروج منه، فترى الجميع عالقين في عنق الزجاجة.

إن الإنجازات الإنسانية في مجالات العلوم والثقافة والأدب والاختراعات وغيرها، لا تتوقف أبدًا، وذلك منذ اكتشاف النار باعتبارها الإنجاز الأول للبشرية.

اقرأ أيضاً ماذا تعرف عن جائزة نوبل؟

معرفة طبيعة الانسان  

فالإنسان بفطرته مفكر يملك عقلًا ومعرفة وعلمًا وتجربة كبيرة، وعلى هذا هو باحث دائم عن تلبية احتياجاته ومتطلباته الحياتية، وذلك بغض النظر عن لونه ودينه ولغته وموقعه، فكل ما يأتي به هو لخدمته بصفته إنسانًا أينما وجد على هذه المعمورة.

ويصب حتمًا في مصلحته أولًا وأخيرًا، وكذلك العلوم لا تأتي دفعة واحدة مكتملة التطور، وإنما تمر بمراحل تجريبية وزمنية متعددة، ملبية طموحات وحاجات البشرية جمعاء، ولذلك تناقلت الأمم الحضارة من بعضها بعضًا بالتراث التاريخي، فكان لا بد من وجود إنجازات في مكان ما لتنتقل بفعل التواصل المعرفي والحاجة لمكان آخر يبتلعها ويهضمها، ومن ثم يخرجها متطورة ومضافًا إليها معطيات جديدة تلبي احتياجات تلك المرحلة الزمنية. 

في الحقيقة إن كل الأمم أعطت وأنجزت نظرًا للمعطيات السابقة، وإن سلسلة العطاءات لم ولن تتوقف ما دام الإنسان مفكرًا ومحتاجًا.

ومن المفارقات المضحكة والمحزنة بآن معًا، أن المجتمعات المتخلفة حاليًّا لا تكف عن التباهي بأنها هي أساس ما وصلت إليه المجتمعات المتطورة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة