كان العرب يعيشون قبيل ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية بمناطقها الشمالية والجنوبية والشرقية.
وكانت أبرز المعتقدات الدينية السائدة عند سكان شبه الجزيرة العربية الوثنية، وهي عبادة الأصنام، فقد كان أغلب سكان العرب يدينون بها.
اقرأ أيضًا تلخيص كتاب تاريخ الحضارة الإسلامية العربية
الديانات المنتشرة قبل الإسلام
وكانت الحنيفية سائدة أيضًا عند بعض العرب، وهي الديانة الأم للديانات السماوية الأخرى، وهي ديانة إبراهيم الخليل عليه السلام، وكان يدين بها نسبة قليلة من العرب كان أشهرهم قس بن ساعدة الإيادي من قبيلة إياد، وزيد بن نفيل العدوي القرشي عم عمر بن الخطاب وغيرهم.
وكانت الديانة اليهودية أيضًا موجودة عند بعض قبائل اليمن، وتحديدًا تعز وآب وصعدة وحضرموت وعدن، وفي يثرب وخيبر من أرض الحجاز.
وكانت النصرانية أيضًا موجودة بمناطق شتى في شبه الجزيرة العربية أبرزها أنباط الأردن، وغساسنة الشام، وفي مدينة نجران باليمن قديمًا.
بيد أن الوثنية كانت الأكثر انتشارًا واعتنقها أغلب القبائل العربية قبل الإسلام، فقد انتشرت في جنوب الجزيرة العربية، وفي شمالها، وفي أرض الحجاز بما في ذلك مكة التي كان موجودًا حول الكعبة فيها ثلاثمائة وستون صنمًا.
وكانت موجودة أيضًا عند أغلب قبائل جنوب شبه الجزيرة العربية في مدحج وحاشد وبكيل وحضرموت، وكانت موجودة في الطائف وفي يثرب وفي شرق شبه الجزيرة العربية كندة وغيرها.
وقد قامت حضارات عربية صغيرة قبل الإسلام متمثلة بدولة كندة في شرق شبه الجزيرة العربية، وجنوبها في حضرموت وشبوة جنوبًا حتى العراق وشط العرب شمالًا وشرقًا، وانتهت بمجيء الإسلام.
وكان آخر زعمائها وائل بن حجر الكندي الذي أتى إلى المدينة المنورة معلنًا إسلامه سنة تسع للهجرة.
اقرأ أيضًا تعرف إلى تاريخ الحضارة الإسلامية
حضارة الأردن والعراق
وقامت أيضًا بعض دويلات حجازية صغيرة عشائرية مثل تجمع قريش في مكة، وكان أبرز أنشطتهم الاقتصادية التجارة.
وفي الطائف ثقيف وهوازن اهتموا كثيرا بالرعي، رعي الماشية من الأغنام والإبل والأبقار، وقام في يثرب تجمع سكاني ضم قبيلتي الأوس والخزرج مع بطون يهودية وهم النضير وقينقاع وقريظة.
وكانت أبرز أعمالهم وأنشطتهم الاقتصادية التجارة وصناعة الحلي والسيوف والخناجر، وكانوا يدبغون الجلود ويصنعون بعض الملبوسات منها.
وكان الرعي أيضًا من أنشطتهم الاقتصادية، فقد كانوا يهتمون بتربية الماشية من الضأن والماعز والإبل والخيول العربية.
وقامت أيضًا حضارة في جنوب الأردن وقرب ديار صالح عُرفت بالأنباط، واتخذت البتراء عاصمة لها.
وقامت أيضًا حضارة في سوريا الشام عُرفت بالغساسنة واتخذت من الجابية مقرًّا لحكمها، وكانت موالية لدولة الروم، وانتهت بظهور الإسلام وتحررها على يد خالد بن الوليد.
وقامت أيضًا حضارة عربية في شمال شرق شبه الجزيرة العربية بالعراق تحديدًا، عُرفت بدولة المناذرة وكانت توالي الفرس.
وقد اتخذت دولة المناذرة من الحيرة عاصمة لها وانتهت بظهور الإسلام وحُررت على يد خالد بن الوليد عندما فتح العراق والشام.
وهذا يعني أن أغلب الحضارات التي قامت بشبه الجزيرة العربية من دولة الغساسنة أو دولة المناذرة أو مملكة كندة أو الأنباط أو دولة الحجاز انتهت بظهور الإسلام، وتحررت في العهد الراشدي في خلافة الصديق وعمر بن الخطاب الذي قام بدوره لاحقًا بإنهاء أعظم امبراطورية فارسية كانت مجاورة لحضارات العرب في شبه الجزيرة العربية.
وتم له ذلك بعد معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص. ولم تدم طويلًا امبراطورية الروم التي ظلت موجودة حتى ظهور الخلافة العثمانية الإسلامية التي أزالتها بعد فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح.
وانتهت بذلك أعظم امبراطورية رومية كانت مجاورة للحضارات العربية في شبه جزيرة العرب من الجهة الشمالية والشمالية الغربية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.