«فُرضت علينا الحياة، ولن نفرضها على أحد» شعارٌ يرفعه أصحاب «فكر جديد» على مجتمعاتنا العربية وهو «فكر عدم الإنجاب»، أو حركة مُناهضة الولادة، والتي تدعو إلى إيقاف «جريمة الإنجاب» على حد تعبيرهم.هل أصبح العالم مخيفًا إلى حدٍّ يتخلى فيه البعض عن الغريزة الأساسية عند كل الأحياء (التوالد)؟
ولو عاش هؤلاء في بلدان أكثر تقدمًا -من ناحية الاقتصاد والحقوق- هل كانوا سيغيرون رأيهم؟
اقرأ أيضًا تربة العقل
مبادىء حركة فكر جديد
تثير حركة «فكر جديد» كثيرًا من التساؤلات والجدل في المجتمعات العربية والغربية، حيث تدعو إلى تغيير الثقافة السائدة التي تربط السعادة والنجاح بالإنجاب والتكاثر، وتعُد زيادة السكان والإنجاب الزائد من أهم المشكلات التي تواجه البيئة.
يعتقد أصحاب هذه الحركة أن توقف الإنجاب هو الحل لمشكلات العالم، وأن زيادة عدد السكان تؤدي إلى تدهور البيئة وتقليل الموارد الطبيعية، وتؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر والجوع والأمراض.
ولكن هذه الحركة تواجه معارضة شديدة من بعض المجتمعات والثقافات، حيث يُعد الإنجاب جزءًا من الحياة الطبيعية والغريزية للإنسان، ويُعد الأطفال هدية من الله ونعمة عظيمة.
من جانب آخر، تثير هذه الحركة تساؤلات عديدة حول مدى صحة وجدوى هذا الحل، وهل يمكن أن يؤدي إلى مشكلات أخرى أكبر من تلك التي يحاول حلها. فقد يؤدي توقف الإنجاب إلى تقليل عدد السكان، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي، وزيادة البطالة، إضافة إلى تغير في التوازنات الديموغرافية والاجتماعية.
اقرأ أيضًا الشخصية المزاجية وكل ما تريد معرفته عنها
تقرير منظمة الصحة العالمية عام 2019
وعلى الرغم من أن هذه الحركة تحظى بدعم بعض الأشخاص، لكنها تحتاج إلى دراسة عميقة وتقييم دقيق لمدى صحة وجدوى هذا الحل، وما التدابير اللازمة لتطبيقه على نحو صحيح وفعَّال.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة نادية عبده، خبيرة الأسرة والطفولة، في مقابلة مع موقع «العربية. نت»: «لا يمكن الحديث عن حلول لمشكلات العالم دون توفير فرص الحياة الكريمة للإنسان، التي تشمل الحق في الصحة والتعليم والعمل، وهذا لا يتحقق إلا بتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، وليس بتوقف الإنجاب».
وتضيف: «يجب أن نعمل على تغيير الثقافة السائدة التي تربط السعادة والنجاح بالإنجاب، وتشجِّع على الإنجاب الزائد، وذلك عن طريق التوعية والتثقيف وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية».
وفي هذا السياق، يؤكد تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية عام 2019، أن توفير خدمات التنظيم الأسري والصحة الإنجابية يمكن أن يحد من نسبة الإنجاب، ويحسِّن صحة الأم والطفل، ويُسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وفي النهاية، يمكن القول إن حركة «فكر جديد» تثير جدلًا كبيرًا في المجتمعات العربية والغربية، وتحتاج إلى دراسة عميقة وتقييم دقيق لمدى صحة وجدوى هذا الحل، وما التدابير اللازمة لتطبيقه على نحو صحيح وفعال.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.