الفصل الأول: خطوة القلب الأولى
لم يكن الحب شيئًا أسعى إليه. كنت امرأة مرَّت بخيبات الحب، وقررت أن أضع قلبي في درج مغلق، بعيدًا عن كل العواطف. دخلت مكتبه لتسليم قضيتي بين يديه، لا قلبي. لكنه كان مختلفًا؛ رجل ذو كلمات متزنة، ونظرات تخترق الحواجز دون عناء.
قال لي في أول لقاء: "أنتِ امرأة استثنائية، لكن يوجد حزن يلفكِ كوشاح ثقيل".
كيف عرف؟! ربما كانت عيناه تملك قدرة غريبة على قراءة الروح. وجدت نفسي أُسِرُّ إليه أكثر مما توقعت. كان شيئًا في داخلي يخبرني أنني أقف أمام رجل يمكنه فهمي، ولو للحظات.
الفصل الثاني: اعتراف في الظلال
مع مرور الأيام، لم أستطع كتمان ما شعرت به. كنت أنا من تبادر دائمًا. أبحث في كلماته عن أي علامة تدل على أنه يبادلني المشاعر نفسها، لكنه كان يتهرب دائمًا، يكتفي بالقول: "عندما نلتقي، سأخبركِ".
وفي عيد الحب، قررت أن أعبر عن حبي على نحو أكبر. اشتريت له هدية ثمينة، ساعة وعطرًا يعبران عن شغفي به. عندما التقينا، بدا سعيدًا. نظر إليَّ نظرة أثارت في داخلي أملًا جديدًا، لكنه سرعان ما قال: "لماذا لا نتزوج عرفيًا؟".
كلماته أصابتني كصفعة. قلت له بوضوح: "أنا أحبك، لكنني لن أقبل بعلاقة قائمة على أساس غير رسمي. لن أسمح لأي شيء أن يقلل قيمتي، ولا أريد أن أعيش في الظل بعيدًا عن الأنظار".
رد بجفاء: "أنا رجل متزوج، لي بيت وزوجة وأبناء، ولا أرغب في أن يعرف أحد منهم عن علاقتنا، فأنا أخشى أن يؤثر ذلك في علاقتي بهم وعلى حبهم لي".
الفصل الثالث: حقيقة النيات
على الرغْم من كل شيء، كنت أسعى وراءه بكل طاقتي. سألته يومًا بجرأة: "ماذا أعني لك؟".
نظر إليَّ ببرود وقال: "أنتِ جميلة وذكية، وأنا منجذب لكِ. لكن الحب يحتاج إلى وقت، وأنا لم أقضِ معك وقتًا كافيًا".
كلماته كانت حائطًا جديدًا بيننا. كان واضحًا أنه يرى فيَّ امرأة جذابة، لكنه لم يكن مستعدًا ليعاملني بصفتي إنسانة تحمل مشاعر صادقة.
ذات يوم، اتفقنا على لقاء جديد. اشتريت له هدية عيد ميلاده، خاتمًا وساعة باهظة، وصنعت له فيديو يحمل أصدق معاني الحب. عندما أعطيته الهدية، قال ببرود: "لماذا كل هذا؟ لا أستطيع أن أردها لكِ".
شعرت بالإهانة، لكنني ابتلعت غصتي.
الفصل الرابع: السقوط الأخير
في آخر لقاء لنا، قررت أن أقطع كل الشكوك. واجهته مباشرة: "لماذا سمحت لنفسك أن تستنزف مشاعري وتلعب بها كما تشاء؟! لماذا قبلت حبي وأنت تعلم أنك لن تمنحني شيئًا في المقابل؟".
نظر إليَّ طويلًا ثم قال: "أنتِ امرأة جميلة وساحرة. لماذا لا أفكر في علاقة معك؟ لكن الحب... الحب شيء آخر".
ثم اقترب مني وقال بهمس جريء: "أنا أريدكِ... ألا تفهمين ذلك؟".
كانت كلماته كطعنة في صميم قلبي. نهضت من مكاني وأنا أحاول أن أستعيد كرامتي. لكنه لحق بي، أمسك بيدي وقال: "دعينا نتزوج عرفيًا. سأمنحك كل ما تحتاجينه".
شعرت أنني مجرد جسد جميل له، لا أكثر. كان كل حبه لي مختزلًا في انجذابه لأنوثتي.
الفصل الخامس: القرار الأخير
بعد هذا اللقاء، قطعت كل خيوط التواصل معه. ألغيت صداقتنا على مواقع التواصل، وتوقفت عن مراسلته. كنت أستعيد كرامتي التي نزفتها بين يديه.
ومع ذلك، لم أجرحه بكلمة. لم أستطع أن أكون مثله. على الرغم من أنني شعرت بالإهانة، فإن حبي له كان صادقًا بما يكفي ليمنعني من أن أؤذيه.
"ربما لم يحبني يومًا. ربما كنتُ له مجرد محطة للمتعة أو نزوة عابرة. لكنني أحببته بكل ما أملك من صدق. كنت أظن أن الحب يكفي، لكنه علمني درسًا قاسيًا: الحب الذي نعطيه من لا يستحقه يتحول إلى ألم مستمر".
سرد جذاب وتناول سلس ومحتوى بديع🌹
خالص تحياتي 🌹🌹
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.