ظهور الحبوب المفاجئة في الوجه من أكثر المشكلات التي تزعج النساء والرجال على حد سواء، فهي تؤثر في المظهر والثقة بالنفس، وعلى الرغم من تعدد أسبابها، فإن كثيرًا من الناس يجهلون المحفزات الحقيقية لها، ويُعالجونها بطريقة خاطئة، وفهم الأسباب الكامنة وراء هذه الزيارات غير المرحب بها هو الخطوة الأولى نحو بشرة أكثر صفاءً وصحة، ولا يقتصر الأمر على سبب واحد، بل غالبًا ما يكون نتيجة تفاعل عوامل عدة، بما في ذلك الاستعداد الوراثي.
يستعرض هذا المقال 7 من الأسباب الأكثر شيوعًا لظهور الحبوب المفاجئة في الوجه، بدءًا من العناية بالبشرة والتغيرات الهرمونية، وصولًا إلى تأثير النظام الغذائي، التوتر، حتى بعض الأدوية. ومعرفة هذه الأسباب ستساعدكِ على تحديد المحفزات المحتملة واتخاذ خطوات وقائية وعلاجية مناسبة، وطرائق الوقاية منها للحفاظ على بشرة نضرة وخالية من العيوب.
ما أسباب ظهور الحبوب المفاجئة في الوجه؟
تختلف الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الحبوب المفاجئة على البشرة، ومن الضروري أن نتعرف على هذه الأسباب حتى نستطيع بعد ذلك المحافظة عليها نضرة وصحية. لذا في النقاط التالية سوف نذكر أهم أسباب انتشار الحبوب المفاجئة، فهيا بنا نتعرف عليها معًا.
سوء العناية بالبشرة وتراكم الشوائب وانسداد المسام
تُعد العناية غير الصحيحة بالبشرة أحد الأسباب الرئيسة لمشكلات الجلد، بما في ذلك الحبوب المفاجئة، إذ يتسبب عدم تنظيف البشرة بانتظام وبالطريقة المناسبة، مثل استخدام غسول مناسب لنوع البشرة مرتين يوميًا، في تراكم الأوساخ والزيوت الزائدة والبكتيريا خاصة بكتيريا Propionibacterium acnes، ما يؤدي إلى انسداد المسام وظهور الحبوب.
كذلك، يؤدي الإفراط في استخدام الزيوت الثقيلة أو التي تسد المسام (Comedogenic) أو المنتجات غير النظيفة، مثل استخدام أدوات مكياج متسخة أو لمس الوجه بأيدٍ غير نظيفة إلى تفاقم المشكلة، أيضًا تراكم الجلد الميت يؤدي إلى ظهور الكوميدونات المغلقة الرؤوس البيضاء والمفتوحة الرؤوس السوداء، إضافة إلى تطورها إلى الخراجات والبثور الملتهبة (Papules and Pustules)، فتظهر هذه الحبوب بكثرة في الجبين والأنف والذقن (منطقة T-zone)، النوم بالمكياج وعدم تغيير أغطية الوسائد بانتظام من العادات السيئة أيضًا.
التغيرات الهرمونية ودورها في ظهور الحبوب
تُعد التغيرات الهرمونية من أكثر الأسباب شيوعًا لظهور الحبوب المفاجئة؛ فعندما ترتفع مستويات الهرمونات الأندروجينية عند الذكور والإناث -لا سيما خلال مرحلة البلوغ- تتضخم الغدد الدهنية وتزداد إفرازاتها من الزيوت (الزهم Sebum)، لذا تظهر الحبوب بكثرة وقتها ويمكن أن تكون مؤلمة كذلك، تشير الدراسات إلى أن زيادة الأندروجينات تحفز إنتاج الزهم وتغير تركيبه، ما يسهم في ظهور حب الشباب.
ويمكن أن يتسبب تغير الهرمونات لدى الفتيات في أوقات الدورة الشهرية والحمل وانقطاع الطمث، أو بسبب حالات مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، أيضًا في ظهور الحبوب المفاجئة، وغالبًا ما تكون في منطقة الفك والخدين والذقن.
سوء التغذية وتأثير بعض الأطعمة
تناول الأطعمة الحارة والدسمة بكثرة يمكن أن يسبب ظهور الحبوب المفاجئة في الوجه، ثم إن الاعتماد على الأطعمة المصنعة والأطعمة الجاهزة السريعة المملوءة بالسعرات الحرارية والدهون الضارة يفاقم المشكلة.
كذلك الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والحليب الخالي من الدسم، والشوكولاتة المهدرجة والمكسرات، يمكنهم أن يتسببوا في ظهور حبوب الوجه، ولا سيما إن تم تناولها بكميات كبيرة، وتظهر هذه الحبوب بحجم كبير ولون أحمر، وتتركز في منطقة الخدين.
الإجهاد والتوتر وتأثيرهما الفسيولوجي على البشرة
يُعد الإجهاد والتوتر من الأسباب المؤثرة في الظهور المفاجئ للحبوب والبثور، وتُشير أشارت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد نشرت في National Library of Medicine إلى أن التوتر النفسي يؤثر في البشرة، ويزيد من التهابات الجلد وظهور الحبوب، أن الإجهاد يؤدي إلى زيادة إنتاج هرمون الكورتيزول الذي يحفز إفراز الدهون من الغدد الدهنية، وبذلك تزيد نسبة الدهون المتكونة على البشرة المسببة لظهور الحبوب فجأة.
استخدام منتجات عناية بالبشرة أو تجميل غير مناسبة
قد يؤدي استخدام منتجات العناية بالبشرة غير المناسبة لنوع بشرتك (دهنية، جافة، مختلطة، حساسة) إلى ظهور الحبوب؛ وذلك نتيجة لتهيج البشرة ورفضها لتلك الأنواع من المنتجات، أو بسبب احتوائها على مكونات تسد المسام (Comedogenic).
ثم إن استخدام المستحضرات التجميلية بكثرة كذلك وعدم إزالتها جيدًا قبل النوم من شأنه أن يكون وراء ظهور حبوب في الوجه فجأة، إضافة إلى ذلك، فإن الإفراط في استخدام منتجات العناية بالبشرة حتى المناسبة منها، مثل المقشرات القوية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويضر بحاجز البشرة الواقي والبشرة بدلًا من الانتفاع منها.
ابحثي عن منتجات تحمل علامة (لا يسبب انسداد المسام - Non-comedogenic) أو (خالٍ من الزيوت - Oil-free) إذا كانت بشرتك معرضة للحبوب.
تأثير بعض الأدوية
يمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية إلى زيادة فرصة ظهور الحبوب، ولا سيما الأدوية التي تحتوي على هرمونات مثل التستوستيرون أو الليثيوم، إذ يمكنها أن تزيد من تفاقم الحبوب على الوجه والبشرة. إضافة إلى أنه يمكن لبعض الأشخاص أن يعانوا من الحساسية تجاه أدوية معينة قد ينتج عنها ظهور حبوب في الوجه والجسم، وفي هذه الحالة يستلزم سرعة التدخل الطبي.
الأكزيما وحالات جلدية أخرى مشابهة
الأكزيما هي إحدى الأمراض الجلدية الالتهابية المزمنة التي يمكن أن تسبب تغيرات جلدية قد تشمل نتوءات أو بثور صغيرة، ولكنها تختلف عن حب الشباب التقليدي؛ إذ تسبب الأكزيما غالبًا حكة شديدة وجفافًا واحمرارًا تنتج من ورائها حبوب أو نتوءات تظهر بشكل أحمر وتسبب الألم في الوجه والجسم أحيانًا.
الخدش المستمر بسبب الحكة قد يؤدي إلى عدوى بكتيرية ثانوية تشبه البثور، حالات جلدية أخرى مثل التهاب الجريبات (Folliculitis) أو الوردية (Rosacea) قد تسبب أيضًا ظهور نتوءات تشبه الحبوب ويجب تشخيصها من قبل طبيب جلدية.
إن ظهور الحبوب المفاجئة في الوجه قد يكون محبطًا، لكن فهم الأسباب المحتملة يمنحنا القدرة على التعامل مع المشكلة بفعالية، كما رأينا، تتعدد العوامل التي قد تساهم في ظهور البثور، من اختلال التوازن الهرموني، وعادات العناية بالبشرة، والنظام الغذائي، ومستويات التوتر، إلى استخدام منتجات غير ملائمة أو تناول أدوية معينة، بالإضافة إلى الاستعداد الوراثي.
إن مراقبة نمط حياتكِ وتحديد المحفزات الشخصية هو أمر أساسي، ومع ذلك، إذا كانت الحبوب مستمرة، أو شديدة، أو مؤلمة، أو تترك آثارًا وندبات، فمن الضروري استشارة طبيب أمراض جلدية، فالطبيب المختص هو الأقدر على تشخيص السبب بدقة ووصف العلاج المناسب لنوع بشرتكِ وحالتكِ، الذي قد يشمل علاجات موضعية، أو أدوية فموية، أو إجراءات طبية، أو تغييرات محددة في نمط الحياة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.