لا أعرف لماذا أحبك، لكنني لست مندهشًا لهذا الشعور نحوك، وأعتقد أنك تبادلني الشعور نفسه.
والدليل أننا حينما نلتقي أجد الراحة والهدوء الجميل يغلبني، وأتمنى ألا تنتهي اللحظات القليلة التي نتقابل فيها سريعًا، أيضًا التفكير فيك يجعلني غير قلق، لكن أجدني في حالة من التحسن.
وعندما تبتعد عني يزاحم القلق رأسي ويحتل تفكيري، ولقاءاتي معك أراها نوعًا من الرفاهية التي يحسدني عليها الجميع؛ لذلك أناشدك أن تكون دائمًا قريبًا مني، ويتدفق نهر الابتسامات على شفتيك في كل لقاء، فهذا يجعلني أطير فرحًا من حفاوتك؛ لأن قلبك جميل يروي الحياة بالعطاء والصفاء، وكأنك رسول مبشر بالآمال التي نرجوها دائمًا.. تعالَ وكن سببًا في إدخال البهجة في نفسي المتعطشة للطيبة.
لا أدري لماذا أنت بالذات الذي أتمنى اقترابه مني ولا أمل من وجوده مهما طالت ساعات القرب.
على الرغم من أنني ملول للغاية لكنك لديك القدرة على نسف الملل، عندما تتحدث أنصت إليك بكل حواسي، وأريد منك أن تعيد كلماتك وترددها على مسامعي أكثر وأكثر؛ لأنها مثل الدواء.
إن صوتك يزلزلني من الداخل ويأسرني، ويجعل كل الخطايا مشلولة، لا قدرة لها على الحركة، لقد تعلَّمت فن الإنصات في حضرتك الرائعة بعد أن تأكَّد لي أنك الغد الجميل الذي يحمل ثورة من الهدوء والسكينة.
لقد تعودت على وجودك الرائع، فلا تبخل عن تكرار ساعات اللقاء، اجعلها تنمو وتطول، وتعانق ناطحات السحاب، وتتغلب عليها في كل لحظات اللقاء.
ما أروعك يا من حولت مرارة الحياة إلى مذاق حلو، يا من كسوت حياتي راحة غير منقوصة تنمو باستمرار في لحظاتي، وحوَّلت عذابي إلى حالة من النعيم، ما أحسن ذلك! ما أجمل الطقس!
حينما نتقابل يتحول الخريف إلى ربيع، وتشقشق العصافير بالفرح؛ لأنها تدرك معنى الجمال في الحب، ومعنى الحرية في الكلام المباح الذي يفيض ويبارك الطيبة التي كادت أن تفارق الوجود بعد أن علقت مشانق أهل الكراهية على النواصي.
لقد غنت الطبيعة المعذبة لأنها شعرت بأن الكون يجب أن يبارك الحب في كل صوره، ويغني وينادي للسلام والمصالحة مع النفس، ويكون طريقنا واحدًا، دون رجوع نمضي، ولا يفارقنا الحب ولا ينتهي.
إنها رسالة للجميع أن يجمعهم مركب الحب والإخلاص في الحياة، ولا يفارقهم أبدًا. يا لها من راحة..
فالحب لا ينتهي أبدًا من الحياة، لكن يتجاهله البعض عن عمد أو عن كبر أو تمرد على الطبيعة.. الحب رسالة لا تنتهي؛ لأن الله خلقه لإعمار الكون، فهو ثورة على الكراهية التي تجدد نفسها.. دون الحب فنحن كائنات شيطانية تعبث فقط وتخرب وتدمر.
أريد أن أزرع الحب في كل الأشجار.. وأكتب على كل شجرة أن الحب حياة، ودونه نحن موتى دون قبور. إن الحب سر الابتسام.. حتى إن قرص الشمس يحب ويعطي لنا الدفء تعبيرًا عن هذا الشعور.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.