عُرِف في المرأةِ الجمالُ، وعُرِف لجمالها الاعتدالُ، وما عُرِف فيها الاختلالُ، فالمرأة الأفريقية جمالها له معيارٌ، وما لها في ذلك اختيارٌن فالسوداء يشعُّ عليها السوادُ، وإذا رآها الرجل علاه منها الودادُ.
والسمراءُ يطول بها في الليالي السمَرُ، ويطيب بها العُمر، وتلفت بهذا الجمال الأنظارَ، وتجذب إلى نفسها الأخيارَ، ويردفها الطُهْرُ، ويغشاها الفخرُ، ولا يسبقها الفجرُ، وبالجمال تكون مفضَّلة، ولا تكون له مذلَّلة، وبطبائها الأصيلة تكون مجلَّلة، ولا تكون قيمتُها بها مقلَّلة، ولا تكون مخلَّلة.
وإذا نطقتْ فالانسجام يتسابقُ، والنظم يتطابق، وإذا فغرت فاها فتراصُّ أسنانِها يلمع، وأنواعًا من السحر تجمَع، وإذا سكتتْ فالكلام لديها مملوك، والطريق إلى البيان مسلوك.
وإذا تكلَّمتْ فكأنها تُرسِل بلاغات نؤوم الضحى، وليست أنها ترسل جعجعة الرحى، أو طنطنةَ الذبابِ، أو نقيقَ الضفدع الغلَّاب، وهي ملْهمَةٌ في الصمتِ، ومعَلَّمَةُ في السمت، وموفَّقةٌ في التنظيم، ومحسودة على التنغيم.
وقامتُها تُغْرِي العيونَ، وهامتُها لا تكتنز المجونَ، ومِشْيُتُها رسمٌ، وخيُلاؤها وشْم، وإن هي القوسِ طولا فالرياح لها مرافقة، وإن كالجاموس فهي بالرقص شائقة، تمشي كأنها تستجيبُ للأوتار، وتولِّي فكأنها تستمع للغناء المختار.
وإذا هي عاقلة فإنها تكون من الأماني، وإذا هي مثقَّفة فإنها تكون صادقة المعاني، وإن هي من ذات اليسار، لم تكن ذات الخسار، وإن هي من التراب، لم تكن ذات التباب، وإن هي ذات الأدب، ومن أفضل النسَب، لم تكن ذات الكذِب. والجمال خادم للمرأة الأفريقية المعتنية بالظاهر، وليست هي التي تصنع الجمال بالكبائر، والمرأة الأفريقية الجميلة لا تتكلَّف، ولا تقترف، وبالحسن تتصف.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.