كثير من الناس يتغنون بجمال الروح، حتى باتوا يطلقون على أنفسهم ألقابًا تجعلهم يشعرون بأنهم يمتلكون شيئًا سحريًّا مميزًا عن غيرهم من البشر، وبعضهم يصل بهم الحد إلى اعتقادهم أنهم يمتلكون جمال فينوس.
هل حقًّا أن جمال الروح حجة يسوقها القبيحون لتبرير افتقارهم لعناصر الجمال المادية أو الشكلية، أم أنه فعلًا أحد أسرار الجاذبية البشرية؟
اقرأ أيضًا الفرق بين الروح و النفس
جمال الروح والواقع
لنكون صريحين، سمعنا فلانًا وفلانًا يقول إن الأهم هو جمال الروح. وبالحقيقة كلما سمعتها من شخص أفكر في هذا الموضوع كثيرًا. حسنًا هل يسمح لك جمال الروح أن تحجز لك مقعدًا بجانب إحدى الفتيات الأكثر شعبية في الجامعة أو في المدرسة الثانوية؟
ولنكن صريحين أكثر، لا يمكن أن يتغلب جمال الروح على الواقع الملموس، والحقيقة غير المتغيرة هي أن البشر يعشقون الجمال الخارجي.
أريدك يا صديقي أن تتخيل نفسك في أحد المواعيد الغرامية، والشخص المقابل لك على الجانب الآخر من الطاولة هو إنسان مغرم ولديه شغف خاص في إنقاذ البطريق في القارة القطبية! لا أريد التحدث عن ذلك بطريقة كوميدية، فلنتحدث بطريقة واقعية.
هل هذا الشخص يتمتع بجمال الروح؟ بالطبع إنه كذلك، لا يمكن إنكار ذلك؛ فالتعاطف مع الحيوانات ومع المخلوقات الأخرى عامة هو إحدى صفات جمال الروح.
ولكن من الناحية الأخرى هل أستطيع التفكير بأن إنقاذ البطريق سيساعدني في التخلص من البثور في وجهي، أو من الحصول على جسد رياضي، أو شعر كثيف أو أنف صغير، وحتى عينين ملونتين مثيرتين؟
ولكي لا نكون أشخاصًا ماديين فعلًا يجب أن نتحدث عن جمال الروح الحقيقي، فهو موجود ولا أستطيع إنكاره، ولكن أظن أن ندرته هي كندرة مشاهدة قوس قزح في الصحراء.
اقرأ أيضًا ما هو الانسان؟ وهل الروح تتحكم فينا بالكامل؟!
الحل هو التوزان
بلا شك البشر النادرون موجودون. فمن يتمتعون بجمال روحي يجعلوننا ننظر إليهم بجمال خارجي جذاب بسبب سحرهم الداخلي وقلوبهم الطيبة.
قد يكون جمال الروح حجة للقبيحين، لكنهم قد يكونون على حق في بعض الأحيان.
فيوجد أشخاص جميلو المظهر يخفون وراء ذلك الجمال وذلك الوجه الملائكي والعينين الجميلتين روحًا خبيثة قبيحة، يركض فيها شيطان من بعد آخر من عالمنا.
في النهاية قد يكون الحل الأمثل لهذه القضية هي التوازن. دعونا نتفق أن علينا جميعًا الاعتناء بمظهرنا الخارجي لكي تسهل علينا الأمور وتسهل علينا الحالة الاجتماعية التي نعيشها، سواء كنت طالب مدرسة أو زوجًا أو مديرًا أو حتى عارض أزياء. وقد يكون ذلك صعب التطبيق.
ولكن يجب أن لا ننسى أن الجمال الخارجي جمال زائل، وهذه نقطة تصب بصالح وجمال الروح الذي يضيء حياتنا ويعطينا الجاذبية الدائمة طوال العمر.
وبالتواصل نستطيع القول إن جمال الروح ليس مجرد حجة للقبيحين، بل هو جزء لا يتجزأ من جاذبية الإنسان، ولكن لا بأس أن نعترف بأن الجميع يفضلون الحصول على الحالتين معًا، والمحظوظون هم من يتمتعون بالميزتين معًا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.