كثير منا -خاصة الأجيال القديمة- تفضل مشاهدة أفلام الأبيض والأسود وفناني الزمن الجميل القدامى؛ نظرًا لأنها مليئة بالبهجة والفن الراقي الذي قد يعبر عن أشياء كثيرة جميلة جدًا وشيقة، وأيضًا تجد نفسك تشعر بحنين ومتعة المشاهدة.
أيضًا تُعد أفلام الأبيض والأسود -خاصة القديمة جدًا منها- تراثًا فنيًا مدهشًا وجميلًا جدًا، إضافة إلى أننا نكرر مشاهدة الفيلم أكثر من مرة، ولا نشعر بأي ملل عند إذاعته مرة أخرى، على نقيض الأفلام في وقتنا الحالي أو حتى المسلسلات، فلا نجد شغف تكرار المشاهدة مرة أخرى إلا فى قليل من الأعمال الفنية الاستثنائية.
أيضًا فنانو الزمن القديم من النجوم الراحلة مثل: إسماعيل يس، وعبد الفتاح القصري، وعبد المنعم إبراهيم، وعبد السلام النابلسي، كانوا يقدمون الفن بصورة كوميديا مصرية طبيعية غير مصطنعة وتلقائية تدخل القلب، تحب أن تشاهدها وتضحك عليها من قلبك، ندعو الله أن يرحمهم ويغفر لهم.
أيضًا فنانات ومطربات زمان مثل: شادية، وصباح، وفاتن حمامة، والسندريلا سعاد حسني، كن يقدمن أفلامًا خفيفة وفنًا راقيًا وهادفًا تحب أن تشاهده مع أسرتك وأولادك دون أي خوف أو حرج من أي لقطات أو مشاهد قد تكون مؤذية للعين، وبدون أي ابتذال.
فالحقيقة أن زمان كل شيء فيه كان أفضل، وأحلى وأجمل، وله معنى وطعم من نوع آخر مميز، بعكس وقتنا الحالي، فالفن رسالة حياتية تعبر عن المجتمع الذي نعيش فيه، ويجب أن تكون الأعمال التي تُقدَّم قدوة للأجيال تحتذي بها، فنحن بحاجة إلى فن هادف وراقٍ أكثر وأكثر.
أتمنى أن نعود إلى مشاهدة أفلامنا القديمة الأبيض والأسود مع أبنائنا أجيال المستقبل، ونشجعهم على مشاهدتها لكي يتعرفوا على الفن قديمًا، ولكي يعرفوا الفرق بين الفن قديمًا وحديثًا، ونجذب انتباههم إلى مشاهدتها بالكلام عنها وعن فناني الزمن الجميل.
وفي السياق ذاته نجد أيضًا المسلسلات القديمة كانت رائعة بمعنى الكلمة، بل تعد أحلى مسلسلات ولم تتكرر حتى اليوم. أتذكر عندما كانت العائلة كلها تتجمع وقت إذاعة المسلسل، وكان يوجد مسلسل واحد أو اثنان فقط، أما الآن يوجد زخم من المسلسلات التي لها داعٍ أو دون داعٍ لمجرد أن كل ممثل يريد أن يكون حاضرًا بعمل لوحده، ونادرًا جدًا أن يوجد مسلسل واحد يستحق المشاهدة.
إلى جانب الموسم الرمضاني، فللأسف أصبحت أسوأ الأعمال تُعرض في الشهر الكريم، فلا نجد رائحة الجو الرمضاني أيام زمان في مشاهدة التلفزيون وسماع البرامج. حقيقة فكل زمان وله أوان ومعنى وطعم ولون، وأحلى أيام هي أيام زمان فعلًا التي لن تُعوض.
الزمن الجميل بالناس الجميلة لن يُعوض أبدًا أو تعود الأيام كما كانت، ولكن نتمنى أن يتحسن الفن القادم، ويكون هادفًا أكثر وأفضل، وتعود أيضًا البرامج الاجتماعية والخفيفة مرة أخرى التي كانت تجمِّع البيت كله لمشاهدتها.
مبدعة دائما دمتي بخير صديقتي
شكراً جزيلا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.