كثيرا ما نسمع عن أمراض نفسية يصاب بها بعض البشر.. لكن هل سمعت من قبل عن عملية الجراحة النفسية؟
إنها أقبح عملية جراحية في تاريخ البشرية، وعدها كثيرون الوجه المظلم لعلم الطب.. تعرف على القصة الكاملة معنا على جوك.. حيث المعرفة متعة!
اقرأ أيضاً الإرهاق وأعراضه.. معلومات هامة لتجنب الأمراض النفسية
أول عملية جراحية نفسية
نحن الآن في ثمانينيات القرن التاسع عشر، حين انتشرت الأمراض النفسية على نحو كبير، وبدأ التاريخ الحديث للطب النفسي مع بوركهارت.. لم توجد وقتها أدوية لمعالجة تلك الاضطرابات حتى إن الأطباء في ذلك الوقت كانوا يلجؤون إلى وضع المرضى في الماء حتى يستطيعوا تهدئتهم.. أو يخفضون مستوى السكر في الدم لمنع المريض من الانفعال.. الأمر الذي كان يزيد من معاناة المرضى على نحو كبير..
ولم يكن أحد يتصور أن تظهر عمليات جراحية نفسية، حتى أجرى "إيجاس مونيز" العملية الجراحية النفسية الأولى، عرفت وقتها باسم (Lobotomy) أو العملية الفصية في عام ألف وتسعمئة وخمسة وثلاثين 1935.
ولم يتصور أحد التفاصيل الغريبة التي حدثت داخل هذه العملية..
بالتأكيد أنك قد سمعت عن إعادة ضبط المصنع التي نجريها للهواتف عادة عندما تتعطل لتعود إلى حالتها الأولى قبل التشغيل.. هذا بالضبط ما حدث داخل العملية، لكن تفاصيل التنفيذ كانت مذهلة حقا..
أجرى مونيز هذه العملية على أشخاص يعانون أمراضا نفسية مثل: الوسواس القهري.. وقطع الاتصال بين الفص المخي الجبهي وباقي المخ؛ ليصبح مخ المريض كورقة بيضاء.. لا يشعر بأي شيء ولا يفهم شيئا في الحياة.
الأمر كان معجزة وطوق نجاة في ذلك الوقت من معاناة الأمراض النفسية.
اقرأ أيضاً تعرف على أغرب الأمراض النفسية والعقلية
النجاح الباهر لعملية مونيز
كرر "مونيز" التجربة على أمراض الفصام والاكتئاب وغيرها، وكانت النتيجة مبهرة له..
صار "مونيز" نجما تتناقل الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية أخباره ليحصل بعدها على جائزة نوبل عام ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين 1949.. لكن المفاجأة أن الأمر لم يقف عند هذا الحد.. فالأسوأ لم يأت بعد، فقد كان "والتر فريمان" الذي يدرس الطب النفسي حينها في جامعة "بنسلفانيا" -يتابع تفاصيل عملية (lobotomy) وتأثر بها كثيرا- يحضر مفاجأة أخرى.
كان فريمان يحلم بتحرير المرضى النفسيين من أمراضهم ولكن كانت لديه عقبة واحدة، وهي أنه ليس جراحا وإنما طبيب معالج فحسب، يشارك الجراح "جيمس واتس" في إجراء أكثر من 300 ثلاثمئة عملية جراحية، وأطلقوا عليها اسمهم الخاص "FreeMan , Watts Technique".
لم يتوقف فريمان عند ذلك، وأصبح فريمان بعد ثلاثمئة 300 عملية جراحية غير راض؛ لأنها تأخذ مجهودا وتكلفة كبيرة، وكان يفكر في عمل أكثر بساطة يستطيع إجراؤه للمرضى في مكتبه دون الحاجة لفتح المخ ودون تكاليف كبيرة.
اقرأ أيضاً أحدث الطرق الفعالةلعلاج الأمراض النفسية
كسارة الثلج
اقترح فريمان أن يدخل إلى المخ من خلال فتحة في العين دون الحاجة للفتح الجراحي باستخدام آلة حادة يستخدمونها في تكسير الجليد، هذه الآلة هي كسارة الثلج بها يصل إلى الفص الأمامي للمخ، ويعمل (Format) للشخص من خلالها، ويعود الشخص إلى طبيعته لا يدري شيئا ولا يفهم شيئا، عارضه شريكه واتس في إجراء تلك العمليات وقرر الانفصال عن فريمان؛ لأنه مقتنع أنه لا بد من إجراء تلك العمليات كما اعتادوا عليها في المستشفى عن طريق فتح المخ، وهذه كانت نهاية الشراكة بينهما.
استقر "فريمان" على إكمال مشواره في إجراء تلك العمليات لأي شخص يعاني اضطرابات نفسية وعقلية، وأصبح يجري العملية بتكلفة خمسة وعشرين 25 دولارا فقط، ليستطيع الفقراء إجراءها، مستغنيا عن التخدير الذي يستهلك أموالا باهظة، واستعان بالصدمات الكهربائية التي يفقد بها الشخص وعيه ثم يجري العملية بعدها.
بخمسة وعشرين 25 دولارا تكفي لإعادة ضبط المصنع لديك وتمحي حياتك السابقة.
وصل الحال ب"فريمان" أنه أجرى هذه العملية لطفل يبلغ من العمر أربع سنوات…
استمر فريمان في إجراء هذه العمليات بهدف إنقاذ المرضى من الاضطرابات النفسية، خاصة للجنود العائدين من الحرب وشخصيات اجتماعية كبيرة، من ضمنها روزماري كيندي أخت الرئيس جون كينيدي التي كانت تعاني بطئا في التعلم.
لكن لن تتصور ما الذي حدث بعدها؟
اقرأ أيضاً أغرب 7 أمراض نفسية تصيب الإنسان.. تعرّف عليها
فشل عملية فريمان النفسية
بدلا من أن يخفف الآلام النفسية للمرضى زاد عليهم أمراضا، مثل: الشلل ونزيف المخ، وفقدان القدرة على الأكل والإخراج.
روزماري كيندي جليسة كرسي متحرك طوال عمرها بعد العملية
استحوذ هوس الشهرة على "فريمان" فكان يجلب العامة ليشاهدوا العمليات الخاصة، حتى أنك لن تتصور ماذا فعل فريمان في إحدى عملياته، ترك العملية ليلتقط بعض الصور وسقط العمود داخل مخ المريض ومات على الفور.
دمرت آثار عملية (lobotomy) كثيرا من المرضى، وحظر إجراء العملية على مستوى العالم عام 1970 ألف وتسعمئة وسبعين، حينها ظهرت أدوية الطب النفسي وتوفي بعدها فريمان عام ألف وتسعمئة واثنين وسبعين 1972، وانتهى حلمه في ترك أثر جيد لعائلته..
برأيك هل ترى فريمان مدمرا للبشرية أم منقذها؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.